” بنغازي …رغم صعوبة العيش “

في الشرق الليبي تعيش مدينة بنغازي أوضاعا إنسانية صعبة، فهي لم تتحرر حتى اللحظة من سلاسل الحروب والاقتتال، في ظل غياب الحكومة المؤقتة ، التي لم تلتفت الى احتياجات قاطنيها ، ومعاناة النازحين والمهجرين فيها، ولم تقدم لهم الدعم المادي والمعنوي المطلوب لتجاوزهذه المرحلة.

بنغازي تعاني أوضاعا معيشية صعبة جدا، من حيث استمرار المعارك وغلاء الأسعار وتردي قطاع الصحة، في ظل النقص الكبير بالمواد والمستلزمات الطبية والأدوية، وإغلاق الكثير من المستشفيات والعيادات، بالإضافة إلى الازدحام الشديد بمحطات الوقود ومراكز توزيع غاز الطهي.

مدينة بنغازي تئن من وطأة الحروب، والانفلات الامني ،والنزوح، ونقص في الخدمات، فمن المسؤول ؟؟

اتهمت عضو مجلس النواب عن بنغازي أمال بعيو الحكومة المؤقته بالتقصير بما يتعلق بالنازحين، مؤكدة ان هيئة الطوارئ لا فعالية لها ،  ولا ترى اي دور يذكر لوزارة الشؤون الاجتماعية على ارض الواقع .

واضافت بعيو، في مداخلة تلفزيونية لـ”قناة ليبيا” ان هناك تطور في الحالة الامنية في بنغازي، خاصة بما يتعلق بالازدحامات الناتجة عن تكدس المواطنين في مناطق معينة ، مؤكدة ان الحالة الامنية في الوقت الحالي مؤشرا على انه سيكون هناك جهاز امني في بنغازي قادر على ضبط الامن.

وذكرت بعيو، ان وزارة الشؤون الاجتماعية فشلت فشلا  ذريعا في احتواء الشرائح المجتمعية والوصول الى المحتاجين ، حتى ان الوزارة عجزت عن تقديم احصائية للحالات في بنغازي ، ورئيس الوزراء على علم بتقصير الوزارة.

واضافت ،ان مجلس النواب ايضا يجب ان يتحمل  المسؤولية عما يحدث في بنغازي، حيث لم يأتي بأي قرار في سبيل حل مشكلة بنغازي، مؤكدة ان مجلس النواب اخطأ في تجديد الثقة برئيس الوزراء الذي لم يثبت جدارته في حل المشكلات العالقة.

وشددت بعيو على ضرورة حل المشكلات القائمة في بنغازي، لا تفريغها من مؤسساتها بنقلها الى اماكن اخرى .

وبدوره اكد مدير المكتب الاعلامي في مركز بنغازي الطبي خليل قويدر،  ان هناك نقص في المعدات الطبية، ونقص في المستلزمات العلاجية،  ونقص في الكوادرالطبية، و نقص في الادوية.

واوضح قويدر، ان الموظفين داخل المركز  الطبي يجمعون النقود من بعضهم لشراء بعض تلك المعدات الطبية والمتطلبات العلاجية.

وبدوره صرح الناطق الاعلامي باسم الحكومة المؤقتة حاتم العريبي، عبر برنامج “حوار التاسعة “الذي يقدمه الاعلامي نبيل الحاج ان الحكومة ما زالت تعاني جراء عدم اقرار الميزانية.

مشيرا الى انه عند اعتماد ميزانية الطوارئ ستكون الحكومة قادرة على توفير متطلبات بنغازي وحل الكثير من المشكلات العالقة.

مؤكدا ان الحكومة المؤقتة سلمت 50مليون دينار لمجلس بلدي بنغازي للعمل على توفير بعض المتطلبات المعيشية لاهاليها والنازحين فيها.

ومن جهته اكد الناطق باسم وزارة الداخلية طارق الخراز ، انه تم السيطرة على حركة السير من خلال دوريات تفتيش امنية، لكن المشكلة لا تقتصر على الاختناقات المرورية، حيث تعمل كوادر الداخلية على الجانب الامني عندما تتطلب الامور كالازمات والاضرابات في المستشفيات “على سبيل المثال”.

وذكر الخراز انه  لابد من الانتقال من مرحلة الامن التقليدي التي عشناها عقود مضت الى الامن التكنولوجي ، التي تستند الى امكانيات لا تمتلكها وزارة الداخلية.

واوضح الخراز ان الصراعات السياسية اثرت على وزارة الداخلية  بشكل ملحوظ بما يتعلق  بالخدمات التي تقدمها للمواطنين والواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتقها.

فالى متى ستبقى مشكلات بنغازي قائمة والحلول حبرا على ورق؟

(تحرير – محمد سبتي )

In this article