الشنة بأنواعها وألوانها ومكانتها التاريخية في ليبيا

بين خلعها ووضعها على الرأس .. مازالت «الشنة» القبعة التقليدية لدى الرجال تعطي هيبة ومكانة لصاحبها.. ففي المثل الشعبي الذي يقول «لدى فلان شنة ورنة» دلت القبعة وصوت العصا التي دقت في الأرض بقوة عن سلطة فلان ونفوذه.

«الكبوس والكلبوش .. أكمبوس، الطاقية الحرة والطاقية الحمرة.. الطاقية البيوضي، والطاقية التاجورية والطاقية المصراتية.. وأخيرا الشنة»، مصطلحات قديمة تطلق على القبعة التقليدية حسب جغرافيّة مناطق البلاد التي وإن لاحظنا اختلافا بأنواعها فإن هذا الاختلاف لن يخرج من اللونين الأحمر والأسود، حيث كانت القبعة الحمراء تميز أهالي شرق البلاد، والسوداء يعتمرها أهالي غربها.

قديما كان الأجداد متمسكون بارتداء القبعة إلى حد التزمت، لما لها من دلالات اجتماعية تفصح عن الحال التي عليها الشخص من فرح وبسط، حالة واحدة تسمح برفع الشنة عن الرأس وهي عند دخول البيت فقط، أما في حال رفعت خارجه، دلت عن حالة الغضب الشديد لصاحبها إلا أن هذه الدلالات باتت تتلاشى مع مرور الوقت واختلاف العصور.

مؤخرا أثارت تلك الشنة جدلا وعاصفة من الانتقادات بين النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي عندما قدمها رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، هدية إلى رئيس بعثة الأمم المتحدة مارتن كوبلر، في آخر لقاء بينهما وكان لظهور كوبلر في المؤتمر الصحفي بمدينة شحات عقب اللقاء وأثناءه وهو يرتدى الشنة دلالات ورموز تباينت في ردود فعل النشطاء، فهناك من يقول إن ارتداء المبعوث الأممي للشنة الحمراء يدل على أنه بات يعرف قواعد العمل السياسي بالبلاد، فيما شطح خيال نشطاء آخرين وربطوا بين القبعة الحمراء والزرقاء في إشارة إلى قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، فيما أعتبرها آخرون مجرد هدية رمزية لا تحمل أي دلالة سياسية، أما الضيف الألماني فقد جاء رده كعادته عبر تغريدة في تويتر أوضح من خلالها أن سر هذه الهدية هو شدة برودة الطقس في الجبل الأخضر، وأنه يشرفه إرتداءها.

In this article