كوبلر لقناتنا: لا حل آخر في ليبيا، والمجتمع الدولي مستعد للمساعدة

قال المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر خلال مقابلة خاصة مع قناتنا أنه يجب أن يكون هناك أمل في ليبيا وعلى الليبيين أن يتذكروا الوضع الآن والعودة للقيم التي نادت بها الثورة.

الدعم الدولي..
وأوضح كوبلر أن هناك مصالح في ليبيا تجعل المجتمع الدولي مستعد للمساعدة في إستقرار البلاد مشيرا إلى أن هناك إرادة قوية من الليبيين أنفسهم لعودة الإستقرار للبلاد.

وأضاف أنه يجب على السياسيين في ليبيا أن يأخذوا على عاتقهم مصير ليبيا وعليهم أن يضعوا رؤيتهم فيما يصب في مصلحة البلاد والنظر إلى معاناة الشعب.

وكما تطرق كوبلر إلى أن المجتمع الدولي يتابع العملية في ليبيا “ولكن لا يمكن أن يتدخل فيها” مؤكدا على أن العالم متفق وموحد فيما يخص الوضع في البلد ومشيرا إلى أنه يجب أن يعرف الليبيين أن بلدهم جزء من هذا الكوكب ويجب أن يتعاونوا مع المجتمع الدولي على أن تكون ملكية العملية السياسية لليبيين وحدهم.

إعتماد الحكومة..
كوبلر قال أن أي “عملية سياسية هناك من يعارضها وهو أمر طبيعي” مبينا أن مجلس النواب وافق على الإتفاق السياسي منذ أسابيع مع بعض التحفظات على بعض بنوده وبذلك “عليه إعتماد هذه الحكومة بإعتبارها جزءا من الإتفاق السياسي”.

ورآى المبعوث الأممي أن الحل الوحيد الآن هو أن يتم الموافقة على الحكومة من قبل مجلس النواب وعليها أن تذهب إلى العاصمة طرابلس حيث يوجد المصرف المركزي والمؤسسات كاشفا عن نقاشات مع الكتائب المسلحة في طرابلس والمؤتمر الوطني حول كيف ستتمكن الحكومة من دخول طرابلس.

كما أكد كوبلر خلال لقاءه على ضرورة أن تكون الحكومة في طرابلس وليس في مكان أخر مبينا أن هناك لجنة أمنية على تواصل مستمر مع المستشار الأمني للأمم المتحدة الجنرال “باولو سيرا” والتي بدورها في تواصل مع القوات المسيطرة على طرابلس لتقديم الضمانات لعمل الحكومة من داخل العاصمة، داعيا كافة المسؤولين السياسيين لأن تكون لهم رؤية تهدف لتأمين الناس وحاثا الحكومة على أن تكون “حكومة فعالة”.

خيارات مرفوضة..
كوبلر نفى أن تكون هناك نقاشات حول خيارات أخرى مشددا على أن المفاوضات مستمرة مع جميع الأطراف لقبول الإتفاق وأن أعضاء مجلس النواب يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم خصوصا وأن هناك أكثر من مليون ليبي بحاجة للمساعدات الغذائية يجب النظر لإحتياجاتهم.

كما أوضح كوبلر أن “الإتفاق السياسي ليس مثاليا وإنما هو إتفاق لعام أو عامين فقط ومن المهم أن يكون هناك تعديل دستوري” داعيا لجنة الستين لتقديم مشروع الدستور قبل الرابع والعشرين من مارس وتقديمه للإستفتاء وإتخاذ قرار فيما يخص الدستور في أسرع وقت.

تحديات المرحلة..
المبعوث الأممي أوضح أن المجلس الرئاسي الحالي يعكس أداء غرب البلاد وشرقها وجنوبها وأن يوافق سبعة أعضاء على المقترح الوزاري هو أمر جيد وبالرغم من أنه من المهم أن يحدث توافق بين أعضاء المجلس لكنه ليس بالأمر الضروري حيث أن “حلول الوسط ليست دائما مثالية”.

وأكد أن التحديات الحقيقية التي تواجه الليبيين هي توسع داعش والوضع الإنساني المتردي وإنكماش الموارد المالية وهي التي من المفترض أن تحث مجلس النواب على إعتماد الحكومة والتي من شأنها محاربة الفساد في البلاد.

وقدر كوبلر أن ثمانين بالمئة من العناصر المنتمية لتنظيم داعش في ليبيا ليسوا ليبيين غير أن من يعاني من تطرفهم هو الشعب الليبي مقترحا أن يتم تشكيل قوات أمن في البلاد لحل مشكلة داعش متعهدا بدعم المجتمع الدولي إذا طلبت الحكومة الليبية المساعدة.

كما أكد كوبلر أن من بين التحديات هي وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع والتي “لا يمكن ربطها بأي عمليات سياسية لأنها مستقلة تماما” وموضحا أنه في الوقت الحالي لا يمكن أن تدخل سيارات الإغاثة إلى بنغازي لأن الحرب تشكل خطرا على من يقومون بتقديم المساعدات هناك كما يجب منع داعش من التقدم نحو الجنوب.

رسالة كوبلر..
واختتم كوبلر لقاءه برسالة إلى الشعب الليبي دعاهم فيها إلى إعتماد الحكومة والمساعدة في ضمان إنتقالها إلى طرابلس حاثا الجميع إلى المضي قدما والدخول إلى مرحلة جديدة بالإستفتاء على الدستور.
كما جدد تأكيده على أن المجتمع الدولي مصِر على دعم ليبيا لتعود إلى الإزدهار والأمن، متأملا بأن تتحسن كل الأوضاع الإنسانية في البلاد كما جاء في حديثه.

In this article