صراع صيني-أمريكي للتربع على عرش الذكاء الاصطناعي

أطلق الاتحاد السوفيتي، في أكتوبر 1957، أول قمر اصطناعي إلى الفضاء، وعلى الرغم من أن حجمه لم يتجاوز الكرة الشاطئية إلا أنه اعتبر نجاحا عظيما تفوق فيه الاتحاد السوفيتي على أمريكا.

وبعد مرور 60 عاما على إطلاق قمر، سبوتنيك 1، يبدو أن العالم على موعد مع صراع علمي جديد مع انضمام الصين إلى السباق العالمي، ولكن ليس بهدف استكشاف الفضاء، وإنما إنشاء الذكاء الاصطناعي.

ويذكر أن “سبوتنيك الثاني” وصل إلى العالم الذكي على شكل “ألفاغو”، وهو نظام برمجي طُور من قبل غوغل ديب مايند، في أكتوبر عام 2015.

وفي عام 2016، تفوق برنامج ألفاغو، على اللاعب الكوري الجنوبي، لي سي-دول، في اللعبة الصينية القديمة “غو”، كما أطاح ببطل العالم الصيني، كي جي، في مايو من هذا العام.

وفي حديث مع صحيفة نيويورك تايمز، قال أستاذان تشاورا مع الحكومة الصينية حول سياسة الذكاء الاصطناعي، إن هذه المنافسة حفزت السياسيين في البلاد للاستثمار في هذه التكنولوجيا.

وبهذا الصدد، يقول أنطوني مولن، مدير الأبحاث في شركة التحليل غراتنر: “هذا الطموح واقعي جدا، وتتسابق الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تملك الصين كل المكونات الضرورية لتقدمها في هذا المجال، بما في ذلك التمويل الحكومي وعدد السكان الضخم”.

وتجدر الإشارة إلى أن بناء نظام الذكاء الاصطناعي الضخم، يتطلب وجود البيانات، ولا شيء ينتج هذه البيانات تماما مثل البشر. وهذا يعني أن سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة (بما في ذلك 730 مليون مستخدم للإنترنت)، قد يكون ميزة هامة للبلاد.

وينتج هؤلاء المواطنون معلومات مفيدة يمكن استخدامها من قبل عمالقة التكنولوجيا في الصين، التي تعتبر أكثر تساهلا فيما يتعلق بخصوصية المستخدمين.

وأدخلت الصين ميزة التعرف على الوجوه في كل مناحي الحياة تقريبا، في إطار نشر التكنولوجيا الحديثة بشكل أكبر وعلى نطاق أوسع.

ويمكن المقارنة بين تطبيق الذكاء الاصطناعي في الصين والولايات المتحدة، من خلال تطبيق “Xiaoice bot”، الذي كان لديه أكثر من 40 مليون مستخدم في الصين.

وعلى سبيل المقارنة، فإن النسخة الأمريكية من منصة BOT، واسمها “Tay”، أغلقت في غضون أيام بعد ادعاء مستخدمي تويتر بأنها عنصرية.

وأشار تقرير صادر عن البيت الأبيض، في أكتوبر 2016، إلى أن الصين تنشر مقالات صحفية حول عمق عملية التعلم بالمقارنة مع الولايات المتحدة، في حين زادت طلبات براءات الاختراع المتعلقة بالعلوم الصناعية، من قبل الباحثين الصينيين بنسبة 200%، في السنوات الأخيرة.

وهناك المزيد من التعاون في الصين، بين الشركات التكنولوجية والجامعات والحكومة، وهو أمر يمكن أن يكون مفيدا على المدى الطويل.

ويوجد قلق حول خطط الحكومة الأمريكية الحالية للانسحاب من العلوم الأساسية، فمن شأن الميزانية المقترحة لإدارة ترامب، أن تخفض التمويل لأغراض البحث العلمي، مع سحب الأموال من الوكالات التي تعمل على تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وأوضح تقريران نشرهما البيت الأبيض في عهد الرئيس أوباما، أواخر العام الماضي، الحاجة إلى الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، الذي يمتلك القدرة على أن يكون محركا رئيسا للنمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي.

وفي الوقت ذاته، تمر الصين باضطرابات سياسية تهدد خططها المستقبلية، المتمثلة في جعل الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيس للصناعة الصينية بحلول عام 2025.

الجدير بالذكر، أنه على الرغم من السباق العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن الولايات المتحدة ما تزال متقدمة هامشيا، وذلك بفضل أعمال وادي السيليكون.

” فيرج”

In this article