
أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوية القوات المسلحة الليبية يجب أن يتم تحت إشراف سلطة ديموقراطية، وأنها ترحب باجتماعات العاصمة المصرية القاهرة التي تهدف إلى دعم جهود ليبيا لتوحيد هذه القوات وتقويتها.
وربطت واشنطن جهود الأمم المتحدة في تعزيز المصالحة السياسية بين الأطراف الليبية بأن تصبح المؤسسات الأمنية أكثر فعالية وشمولية وخاضعة للمساءلة.
وأضافت على لسان سفارتها في ليبيا تعليقا على الاجتماعات التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية أن هذه الجهود أيضا يجب أن تكون قادرة على دحر الإرهاب وتأمين حدود ليبيا.
من جانبهم أصدر العسكريون الليبيون المجتمعون في القاهرة بيانا سادساً حول ما توصلوا إليه في هذه الاجتماعات، بعد البيان الخامس، والذي صدر في 20 من مارس الحالي، وتضمن أبرز ما تم خلال الاجتماعات والتي ضمت وفدين من القيادة العامة وأعضاء من المجلس الرئاسي.
وشارك في هذه الجولة رؤساء فروع الجيش من الأركان النوعية والبرية والبحرية والجوية ورئيسا أركان الطرفين في خطوة تعتبر تقدماً في حد ذاتها.
وأكد البيان أن مصر بذلت جهودا كبيرة لعقد هذا الاجتماع الذي واصل به العسكريون الجولات الخاصة بالجيش بشكل يضمن إعادة توحيده على أسس مهنية واحترافية خالصة بما يجعله قادراً على الاطلاع بدوره كضامن لوحدة الدولة المدنية في ليبيا وسيادتها على كامل ترابها الوطني، وحماية مقدراتها وثرواتها باعتبارها ملكاً خالصاً لأبناء الشعب.
ونوه البيان إلى التأكيد على الثوابت الوطنية الراسخة للجيش الليبي وعلى رأسها الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا وعلى مدنية الدولة وضرورة الابتعاد بالمؤسسة العسكرية عن الاستقطابات السياسية والجهوية والتي من شأنها التأثير بالسلب على الأداء الاحترافي والدور الوطني للجيش.
وأشاروا إلى ضرورة المضي في مشروع توحيد الجيش الليبي بما يجعله قادراً على التعاطي بشكل إيجابي وفاعل مع التحديات التي تواجهها الدولة الليبية حالياً ومستقبلاً في ضوء المخاطر المحدقة بها، سواء ما يتعلق بخطر الإرهاب أو الهجرة غير الشرعية أو الجريمة المنظمة أو غيرها من التهديدات التي من شأنها تهديد استقرار ليبيا.
ولفتوا إلى مواصلة الاجتماعات في القاهرة خلال الفترة القليلة المقبلة بغية استكمال اللجان الفنية الأربع – التي تشكلت خلال الجولات الست السابقة- لعملها فيما يتعلق بآليات التنفيذ والتطبيق الفعلي للمشروع الوطني لتوحيد الجيش الليبي، بما يتلاءم مع المهام المنوطة به، وكذلك لتلبية متطلبات واحتياجات الدولة الليبية والتغلب على التحديات التي تواجهها على صعيد مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
وبينوا أن مسار توحيد المؤسسة العسكرية من شأنه أن يكون بمثابة النواة الصلبة لدفع المسار السياسي إلى الأمام خلال هذه المرحلة الحرجة والدقيقة من تاريخ الوطن الذي يشهد أخطاراً كبيرة تهدد سلامته في ظل الصعوبات التي تعترى تحقيق استقرار الوطن بما يستجيب لتطلعات وطموحات المواطنين.
وأعلن 43 ضابطا من القيادات العسكرية من شرق وغرب ليبيا بعد ثلاثة أيام من التداول دعم توحيد القوات المسلحة الليبية.
ونفى رئيس الأركان التابع لحكومة الوفاق عبدالرحمن الطويل ما تداولته وسائل إعلامية بشأن ترشيح أسماء معينة لقيادة الجيش في اجتماعات القاهرة.
ولأن هناك من سيتضرر جداً من توحيد الجيش الليبي وحماية الدولة المدنية فقد صرح الصادق الغرياني قائلاً إن اجتماعات الضباط العسكريين في القاهرة ومزاعم توحيد المؤسسة العسكرية هو تكريس للظلم والانقلاب.
وأكدت الأطراف العسكرية الليبية المُشاركة باجتماعات القاهرة في ختام لقاءاتها على الثوابت الوطنية للجيش الليبي، على رأسها الحفاظ على وحدة وسيادة الدولة، ومدنيتها، وضرورة الابتعاد بالمؤسسة العسكرية عن التجاذبات سواءً السياسية أو الجهوية.
يُشار إلى أن الجولة السادسة من اجتماعات القاهرة كانت قد انطلقت في الـ20 من مارس الجاري عقب مشاورات استمرت ليومين، وحضرها للمرة الأولى كل من رئيس أركان الجيش الوطني الفريق عبد الرازق الناظوري، ورئيس الأركان المكلف من المجلس الرئاسي اللواء عبد الرحمن الطويل.