نوران بوطلاق أيقونة بنغازي وزها حديد الليبية تُبدع من جديد

رغم الحرب والمعاناة إلا أنها استطاعت أن تصبح مهندسة معمارية تحاكي بدايات الفنانة العراقية العالمية زها حديد، بنت بنغازي نوران بوطلاقة استطاعت ان تتحول خلال سنوات قليلة الى حديث الرياديين والمبدعين فهي نموذج يبنى عليه لكل شباب ليبيا وعقله المتفتح.

في آخر أعمالها أنهت المهندسة نوران بوطلاق، ومجموعة من الليبيين تصميم مركز تطوير ريادة الأعمال في مدينة بنغازي، والذي وصفه مراقبون بأنه تحفة فنية تعبر عن قدرات الشباب الليبي وقدرتهم على الريادة والتفوق والإبداع.

وبينت نوران خلال حديث لموقع ليبيا روحها الوطن أن المكان يجب أن يتحول الى بيئة جاذبة لريادة الاعمال، وتم انجازه بالتعاون مع شركة تطوير للأبحاث في مدينة بنغازي، بعد الاهتمام الكبير الذي بدأت تلقاه ريادة الاعمال في ليبيا.

ورغم صغر سن المهندسة نوران إلا ان التصميم الذي خرج إلى حيز الوجود تميز بالدقة في اختيار الألوان والتجانس والأرضيات وأماكن الترفيه التي تم اختيارها بعناية، بحيث تكون بيئة جاذبة للعمل مع الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، تجبر العامل بها على الابداع وتقديم المزيد من الحلول للبشرية، وتجعل الكثيرين يتمنون العمل به.

لم تيأس نوران فخلال فترة الحرب التي امتدت من  منتصف العام 2014-2015، توقفت الدراسة بالكامل وكانت نوران وقتها في مرحلة تقديم مشرووع التخرج، وفي هذه المرحلة وقعت في حيرة من أمرها فلم تكن هناك أية بوادر لانتهاء الحرب او بداية الدراسة وكانت مجبرة أن تكون فى المنزل كل الوقت، الا انها استفادت وأشغلت عقلها فى تعلم برامج الإظهار المعماري، والتصميم الداخلي عن طريق الانترنت، وهذه الفترة تقول نوران “ساعدتني فى أن أطور من نفسي لدرجة كبيرة”.

نوران مواليد عام 1991 نشأت في بنغازي ودرست في جامعة قاريونس التي دمرت بالكامل وأصبحت جامعة أشباح فتخرجت من قسم العمارة وتخطيط المدن لتبدأ مرحلة ابداع جديدة في الحياة العملية.

تقول إنها تقضي وقتها في التصميم وبين العمل المكتبي وزيارة المواقع والاشراف على أعمالها والتي تحت التنفيذ، وهي الآن تعد العدة للانتقال الى مرحلة دراسية جديدة تتمثل بالدراسات العليا والماجستير فطموحها ليس له حد وطاقات لها تريد أن تكون ليبيا اول المستفيدين منها.

الدكتور خالد المفتي المدير التنفيذي لشركة تطوير للأبحاث والتي كانت شريكة في انجاز هذه المساحة الريادية على أرض بنغازي يقول إن المركز والذي صممته المهندسة نوران هو بجهود شركة ليبية محلية من بنغازي، وان كل من عمل به هم ليبيون وابدعوا في انتاج هذه البيئة الجاذبة للاعمال.

وعلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بأن العقل الغربي ليس بأفضل من الليبي أو العربي ولكن المشكلة تكمن في اتاحة الفرصة وتوفير الامكانيات والاهتمام، مؤكدين أن هناك مبدعين ليبيين مدفونين في الحياة على الأرض الليبية ولا يجدون كيف تتفجر مواهبهم وأن نوران وجدت الفرصة فقط فأبدعت وتحولت الى نموذج الفنانة العراقية زها حديد.

وتمنى ليبيون أن تنتقل ابداعات نوران والليبيين الشباب ونقلها الى تصميم المشافي والمدارس والجامعات وجعلها بيئات مناسبة من حيث المبنى والتصميم مناسبة للمقيمين والمستفيدين منها.

وفي العام 2016 استطاعت نوران المهندسة المتخصصة بالعمارة من تصميم مقر شركة غوغل العالمية وفاز كأفضل تصميم، بعد أن اشتركت في مسابقة نظمها موقع ARC20.

نوران استطاعت خلال سنوات عمرها القليلة ان تنجز كثيرا وأن تبدع في مجال دراستها وتصبح مواطنة صالحة تنتج الخير والإبداع على الأرض الليبية فقط هي وغيرها من الليبيين يريد الاهتمام والدعم لا اكثر من ذلك.

In this article