أمة ألمة في ذمة الله فهل يحافظ الإيمزاد على رمزيته؟!

عن عمر تجاوز قرنا كاملا، رحلت أمة ألمة، عازفة الإيمزاد أو الإيمضاد “الربابة”، تاركة خلفها إرثا مهددا بالإنقراض.

أمة ألمة التارقية الليبية التي جابت العالم مُشاركة في مهرجانات وفعاليات تراثية، فارقت الحياة بعد أن قضتها دندنةً على آلتها الموسيقية التي تعتبر حكرا على النساء.

تجاوز عمر ألمة المائة عام وهي جدة لثمانين حفيدا وحفيدة، لم يمنعها الكهل خلال الأعوام الأخيرة من العزف على الإيمزاد الألة التارقية ذات الوتر الواحد، فكيف بها أن تتنازل عن موروث مهدد بالإنقراض؟!

فالآلة اللغز أو الإيمزاد لطالما ارتبط اسمها بالقصص والأساطير التي يتوارثها التارقية على مر التاريخ، تلك الألة التي تصور بوترها اليتيم ألحانا غامضة تحاكي التاريخ في روعتها.

ومن تلك القصص التي ارتبطت بالإيمزاد أنه وفي زمن غابر نشبت حرب ضروس بين قبائل الصحراء حول نبع للماء، استمرت الحرب سنوات، هجر فيها من هجر، ومات فيها من مات، وتحولت الصحراء فيها إلى جهنم.

سنوات مرت قررت فيها النساء اللائي أطفأ الحزن بريقهن الإجتماع لإنهاء حرب نبع الماء الذي لم ينقطع، فقررن ابتكار شيء تكون له القدرة على إيقاظ الضمائر و المشاعر، وأوكلن المهمة لأكبرهن سنا والتي هامت على وجهها في الصحراء باحثة عن أمل يعيد السلام، فصنعت حينها ألة الإيمزاد.

صوت أنين الألة استطاع أن يوقف الحرب، فامتهنت عزفها النساء صانعات السلام، وحرمت على الرجال صانعي الحروب حتى يومنا هذا.

In this article