أطفال الشرشاري: بأي ذنب قتلنا؟

ذهب .. عبد الحميد .. ومحمد .. الشرشاري.. أيادي غادرة بعيدة كل البعد عن الإنسانية، فعلت فعلتها المأساوية.. وانتزعت أروح هؤلاء الأطفال الأبرياء محبي الحياة، الذين ما عرفوا يوما معنى الحقد والكراهية، معنى ان يمتهن أحدهم القتل والخطف لتحقيق مصالح ضيقة، حتى لو كان على حساب أم مفجوعة قلبها يعتصر، لسان حالها يقول:”حرمتني منكم تلك الأيادي التي لا تعرف الرحمة.. حرمتني من رؤيتكم ومن لمسكم ومن الفرحة بكم”. وأب يبكي بصمت ويتلوى ألما لأنه عجز عن حماية أبنائه من هؤلاء المجرمين الذين تنبض قلوبها بالشر والخطيئة.

انسدل الستار .. أنغلق الحكاية التي تعود تفاصيلها إلى العام 2015، بعد أكثر من عامين من العذاب والمرار التي عاشتها عائلة الشرشاري، بإعلان المتحدث الرسمي باسم المباحث الجنائية فرع الغربية بصرمان هيثم الكوني في تصريح صحفي لقناة ليبيا العثور ظهر اليوم السبت على جثامين أطفال الشرشاري المختطفين منذ ديسمبر 2015 مدفونة فى إحدى غابات جنوب صرمان تحديدا “غابة البراعم” التي كانت شاهدة على لغز هذه الجريمة النكراء.

الفاجعة تجاوزت عائلة الشرشاري وحدود صرمان لتعم كافة أنحاء ليبيا، وتصيب أبنائها الطيبين بالذهول لهول الأخبار التي تؤكد أن الاطفال ماتوا خنقا بطريقة لا يمكن ذكرها لبشاعتها، ماتوا بعد شهر واحد من خطفهم، كأن المجرم علي النمري المحجوبي وعصابته كانوا متربصين بهؤلاء الأطفال.

أرواح بريئة توسدت التراب تنادي باصوات مخنوقة بأي ذنب قُتلنا!

ليرد صوت الضمير: إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم.

In this article