بلقاسم قزيط : “باليرمو” لن يأت بحل

جدد عضو كتلة الوفاق بمجلس الدولة بلقاسم قزيط موقف كتلته من مؤتمر باليرمو الذي سيعقد اليوم في ايطاليا لبحث الشأن الليبي ، موضحا أنها عبرت عنه في رسالة سلمتها ألى بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قبل أسبوعين ، حيث ترى أنه لا يجب أن يكون المؤتمر بالشكل أو الطريقة التي أوصلت الحراك الذي جرى في البرلمان ومجلس الدولة حول إعادة هيكلة الدولة إلى ما وصل إليه.

وقال قزيط خلال مقابلة أجراها معه برنامج أكثر الذي بثته قناة ليبيا ، أن كتلته ترى أن المسار الحالي هو الكفيل بتوحيد مؤسسات الدولة خاصة الحكومية كالبنك المركزي و المؤسسات السيادية ، لافتا الى أن هذا هدف حكومة الوفاق الأساسي الذي جاءت من أجله في ديسمبر 2015 ، إلا أن هذه الأهداف المتمثلة بتوحيد المؤسسات شرقا وغربا لم يتخطاها الزمن ، ولازالت راهنة وهي أكثر راهنية اليوم منها قبل 3 سنوات .

وأشار قزيط الى أن كتلته طالبت بأن يوجه المؤتمر أنظاره نحو التشكيل الرئاسي ، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة ، أما الدعم الرئاسي لمن يحكم جزءا من البلاد تراه الكتلة تكريسا لحالة الإنقسام ، و بالتالي يجب بذل كل الجهود لدرء هذا الترسيخ .

وشدد قزيط على أن ايطاليا دولة ليست دائمة العضوية بالأمم المتحدة وجلس الأمن ، وهذا ما يدعوها للإستعانة بالولايات المتحدة الأمريكية للدفع برأيها سياسياً ، حيث كانت إيطاليا تعوّل على حضور الرئيس الأمريكي ترامب للمؤتمر، حتى يعطي دفعة استثنائية ، لكنه رفض هو ووزير خارجيته الحضور، وسيحضر مسؤول ليس رفيع المستوى بالخارجية الأمريكية ، وبالتالي لا يوجد أي دفع أمريكي للمؤتمر، وهذا ما سيضعفه إلى حد كبير.

وفيما يتعلق بالأهداف التي سيركز عليها المؤتمر ، بيّن قزيط أن إيطاليا دأبت في تعاملها مع الحكومة ، وتغفل مجلسي النواب والدولة ، وفي تقديري سيركز المؤتمر على دعم حكومة الوفاق في شكلها الحالي ، لافتا إلى أن البعثة الأممية تحاول توجيه أشرعة السفينة نحو تقديم دعم أممي للترتيبات الأمنية التي لازالت غير واضحة المعالم إلى الآن .

وحول موقف الكتلة من دعم المجلس الرئاسي ، شدد قزيط على أن المجلس الرئاسي جاء لسبب رئيسي وهو توحيد البلاد ، حيث في العام 2014 كانت هناك حكومة انقاذ وطني في طرابلس ، و حكومة مؤقتة في البيضاء ، فالرئاسي جاء لتوحيد البلاد وتكوين حكومة واحدة ، ولكنه لم يتحقق ، ولكن إذا كان ضمن خطة المجلس الرئاسي توحيد البلاد فمن المقبول دعمه .
واستدرك قزيط قائلا : ” من وجهة نظري فإن المجلس الرئاسي لم يعد ضمن أجندته توحيد البلاد ، وبالتالي حكومة لطرابلس فقط مرفوض رفضا مطلقا ، فنحن ندعم المجلس الذي يسعى لتوحيد البلد ، وبالتالي إن لم يكن هذا الهدف ضمن أولويات المجلس فسنكون بصف المعارضة “.

ونوه قزيط الى أن مجلس الدولة مشارك بالمؤتمر من خلال وفد واسع ، وهذا لا يعني أن موقف كتلة الوفاق هو موقف المجلس ، موضحا أنه يفترض برئاسة المجلس أن تمثل موقفه مجتمعا .

وأضاف أنه في تقديره الأكثر تأييدا لفكرة توحيد المؤسسات بالدولة وعدم تقديم أي دعم للمجلس الرئاسي ، والبحث عن بديل عنه إذا كان غير قادر على توحيد البلاد ، هي كتلة الوفاق الصادح صوتها عاليا داخل المجلس.

وتعليقا على عدم مشاكرة المشير خليفة حفتر بالمؤتمر ، أوضح قزيط أن كل المشاركات مهمة وغير مهمة ، فالأربعة الكبار على حد وصفه ذهبوا لباريس سابقا ، وسيذهب بعضهم الى باليرمو ، ليس للبحث عن حل أو نقاش للمشكلة الليبية بشكل جدي ، بل ليرسخوا أنفسهم كلاعبين أساسيين في القضية الليبية ، ولهذا قبل مغادرة باريس في يوليو الماضي الجميع غسل يديه من اللقاء ، وهذا ما سيحصل في باليرمو .

وأضاف أنه إذا حضر الجميع فإن كل لاعب سيكرس نفسه أنه طرفا أساسيا ، وأنه لا غنى عنه ، لكنه سيكفر بكل ما يقال داخل الجلسات ، ولهذا أعتقد أنه لا أهمية لوجودهم من عدمه .

ولفت قزيط الى أنه لا حل سينتج عن المؤتمر ، إلا أن الأهمية من عدمها ستكون بالنسبة للدور الذي يلعبه أحد الأطراف ، مبينا أن القضية الليبية لن تتقدم سواء حضر حفتر أو السراج أو عقيلة ، أم لم يحضروا .

وحول موقف الدول الكبرى من المؤتمر ، أوضح قزيط أنه لم ير أحدا متحمسا للمؤتمر ، على رأسها الدول الكبرى التي تعتمد عليها ايطاليا بإدارته ، والدليل على ذلك عدم مشاركتها بمستوى عالي .

In this article