الدباشي: لم نتوقع من باليرمو الشيء الجديد

قال مندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة ابراهيم الدباشي أن مؤتمر باليرمو تقرر على خلفية مناكفة بين ايطاليا وفرنسا ومنذ البداية لم يكن متوقعا أن يأتي بشيء جديد أو جوهري بالشأن الليبي .

وأضاف خلال حديثه لبرنامج 150 دقيقة الذي بثته قناة ليبيا ، حول مجريات اليوم الأول من مؤتمر باليرمو ، أنه كان مجرد نقاش وإشغال للوقت ، لافتا إلى أنه طالما ليس المقصود منه الخروج بنتيجة فهو مجرد لفت نظر .

وشدد الدباشي على أنه من المفترض أن يكون جميع الأطراف في الجلسة العامة المزمع عقدها ، منوها الى أن هناك اجتماع تحاوري سيتم عقده بين الأطراف الليبية الأربعة ، والأصل أن يكون هناك إعداد جيد له ، وأن يكون قد أخذ رأي الأطراف الأربعة ، معتقدا أنه لاحاجة لاجتماع إضافي للأطراف الأربعة للمناقشة ، مشددا على ضرورة حضور الأطراف جميعا للجلسة العامة .

وأشار الدباشي الى أن الأطراف التي شاركت بباريس هي ذاتها التي يفترض أن تكون المدعوة لباليرمو ، ومن المناسب إن توفرت الجدية بالخروج بنتيجة مهمة من المؤتمر، أن تكون هناك مقترحات محددة تكون درست في متسع من الوقت، وتكون الأطراف الدولية متفقة عليها .

وبيّن الدباشي أن المؤتمر لن يغير الوضع ، فلدينا الكثير من المقترحات في طريق الحل سواء إجراء الانتخابات أو الاستفتاء على الدستور أو اختيار مجلس رئاسي جديد .

ولفت الى أنه إذا التقى الكبار وأعلن عن تصدر جانبين أساسيين للمناقشات بالمؤتمر وهما الترتيبات الأمنية في طرابلس ، وإعداد البيئة الأمنية للانتخابات، من الممكن أن نقول أنه حقق انجازا .

وشدد الدباشي على أن قضايا الترتيبات الأمنية والانتخابات ستطرح في المؤتمر الجامع لأنه المرجع الأخير في خطة المبعوث الأممي غسان سلامة التي أعلنت سابقا، موضحا أن باليرمو لن يقدم حلولا جديدة ، فهو أداة للضغط على الأجهزة والوقائع الموجودة للاتجاه بطريق معين.

وحول توقعاته بشان المؤتمر الجامع الذي طرحه غسان سلامة ، أوضح الدباشي أنه من الصعب تصور ما سيتوصل اليه ، فكان هناك حديث عن تعديلات بمشروع الدستور ، وتشكيل الحكومة ، وفي الحقيقة الى الان لم يتبلور ما هو الهدف النهائي من هذا المؤتمر .

واستدرك الدباشي قائلا أن هذا المؤتمر ربما يكون المخرج إذا ما أريد به حل المعضلات القائمة فيما يتعلق بالدستور وأداء الحكومة والاستعداد للانتخابات ، فإذا أخذت هذه المسائل بعين الاعتبار فسنصل الى حلول ، أما إذا اقتصر المؤتمر على توصيات عامة فلن نصل الى شئ .

وفي ملف العلاقة بين مجلس النواب والدولة ، أكد الدباشي أن الزمن تجاوزهما و من المستحيل ان يتفقا على تشكيل المجلس الرئاسي ، موضحا أننا نسمع منذ فترة عن توافقهم ولكن العوائق طويلة جدا حيث لم يتفقوا الى الآن على الأسماء .

وحول تأثير المبعوث الأممي على قرار المجلسين أكد الدباشي أنه لو كانت هناك أفعال حقيقية من المجلسين فلن يستطيع سلامة أو غيره تجاهلها ، فلو قرر المجلسان تشكيل مجلس رئاسي من 3 أشخاص وقدما الأسماء فلن يستطيع سلامة أو غيره إنكار ذلك .

وفي مقارنة بين مصالح وعلاقة كل من فرنسا وايطاليا بالشأن الليبي ومؤتمراتهما ، أوضح الدباشي أن فرنسا عندما أعدت مؤتمر باريس كان لديها مصلحة حقيقية بأن يخرج المؤتمر باتفاق بين الأطراف المعنية ، إلا أنه حصل بعض الخلاف ، ولم تفكر فرنسا بإعداد وثيقة أو اتفاق يوقع عليه الجميع .

وركّز الدباشي على أن لفرنسا مصلحة حقيقية في استتباب الأمن بليبيا ، وتوقيف الدعم للإرهابيين المتواجدين في مستعمراتها بالدول الإفريقية كدولة مالي ، حيث يتواجد لها جنود هناك ، إضافة لإرادتها بوجود حكومة وجيش ليبيين قويين.

أما من جانب ايطاليا فهي مرتاحة جدا للوضع الحالي بليبيا ، وتريد استمراره ، ومؤتمر باليرمو مجرد اعادة غرس لفترة استعمارية سابقة ، حيث ينظر حكام ايطاليا الجدد الى أن ليبيا مجال للنفوذ الايطالي ، إضافة الى أنها لا تريد لليبيا الارتباط بدول أخرى ، ولا تريد للدول أن تساعد الليبيين ، وترغب بالاستحواذ على ليبيا دون أن يكون لديها طريقة ناجعة بإدارة ملفها ، حتى تجد شخصا جديدا أفضل من السراج يخدم مصالحها.

وعلق الدباشي على توفر السيولة فجأة في المصارف الليبية ، موضحا أن المحللين الاقتصاديين تطرقوا لهذا الموضوع ، خاصة رفع سقف السحوبات المالية ، حيث قالوا أنها ليست اصلاحات وإنما اجراءات للتخفيف عن المواطن الليبي .

وبيّن أن الخبراء قالوا أن الهدف من عملية العملة الصعبة ليس المواطن ، وإنما هو تمكين أصحاب رؤوس الأموال من شرائها بسعر أقل ، وتحويلها للخارج ، وهذا ما جعل الملايين تدخل الى المصارف وتتوفر السيولة .

ولفت الدباشي إلى أن المواطن ليس لديه القدرة على شراء 10 آلاف دولار منوها الى من لديه التزامات بالخارج كالدراسة والعلاج ولا يستطيع تحويلها مضطر للسفر الى الخارج و أخذها وبهذه الحالة تأخذ المصارف ما نسبته 18 % عمولة ، وهذا اهدار للمال العام ، وما يجري الان بذلك الشأن هو تلميع لصورة السراج.

وأعرب الدباشي عن أمله في أن يتوافق ضباط القوات المسلحة بكافة أنحاء البلاد لتشكيل قوة مشتركة تبدأ بتحرير الجنوب من العصابات الخارجية المسلحة ، ومن ثم تفرض السيطرة على كل البلاد.

In this article