الدغاري : “باليرمو” جعجعة دون طحن

وصف عضو مجلس النواب خليفة الدغاري مؤتمر باليرمو وما سبقه ، وما رافقه من تضخيم اعلامي ، بأنه جعجعة بلا طحن ، لافتاً إلى  أن المؤشرات أظهرت أن نتائجه غير مضمونة ، رغم الحضور الدولي ، وحضور الأطراف الفاعلة والتي كان تمثيلها ضعيف جداً ، ولكننا لسنا متفائلين بنتائجه .

وأضاف الدغاري خلال حديثه لبرنامج غرفة الأخبار الذي بثته قناة ليبيا أمس الأربعاء ، أن هناك أمورا غاية في الأهمية لم يتناولها مؤتمر باليرمو ، وعلى رأسها توحيد السلطة الذي هو مفتاح القضية الذي سيتم من خلاله استكمال بقية الاستحقاقات  المتعلقة بالدستور والاستقرار أو البناء الأمني ، وتوحيد المؤسسات الاقتصادية .

وأشار الدغاري إلى نقاط سلبية سجلت في مؤتمر باليرمو منها البيان الذي خرج دون أي توقيعات ، ما يعني أن مصير المؤتمر سيكون كمصير مؤتمر باريس ، ومغادر كل من تركيا ، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و من ثم المشير خليفة حفتر .

ولفت الدغاري إلى ان مجلس النواب سلطة منتخبة تمثل كافة الليبيين ، هو مكون أساسي ، ولا يستطيع أيا كان تجاوزه ، على الرغم من أن المجتمع الدولي المنحاز تحت تأثير دول بعينها ذات مصالح في ليبيا عملت على خلق أجسام موازية لمجلس النواب ، وكادت تشكل ندا للمجلس .

وشدد الدغاري على أنه مهما حاول المبعوث الأممي غسان سلامة أن يسقط رؤاه على ليبيا ويعقد مؤتمرا جامعا ، ولا يعرف من هم المستهدفين فيه ،  لا تتضح أجندة أو رؤية هذا المؤتمر ، فإذا كان سلامة جاداً بحل الأزمة الليبية عليه المضي قدما فيما تم التوافق عليه في الصخيرات وتونس ، موضحاً أن ما يجري الان من تواصل بين مجلسي النواب والدولة لاختيار مجلس رئاسي جديد وتوحيد مؤسسات الدولة سيفشل و ستزداد الأمور انقساما أكثر من قبل .

وبيّن الدغاري أنه دون خلق نوع من الاستقرار الأمني والاقتصادي ، فإن المسار السياسي لن يتقدم خطوة واحدة للأمام ، مشددا على ضرورة توحيد مؤسسات الدولة ، وأن مجلس النواب سيظل بحكم التعديل الذي حصل داخله وبعض اختصاصات رئيسه ، سيظل القائد الأعلى بحسب وثيقة الصخيرات، منوهاً إلى أن الجانب الروسي والأوروبي لا يعرفون إلى الآن أن هذه الحكومة غير شرعية وهي حكومة أمر واقع .

وتعليقا على عدم دعوة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لحضوور الاجتماع الأمني الذي تم على هامش مؤتمر باليرمو ، أدان الدغاري هذا التصرف ، مشيرا الى أن هناك أجندة أجنبية بشأن اقصاء مجلس النواب ، وعقابا له على عدم منحه الشرعية لحكومة غير مرضي عنها للمرة الثانية ، موضحا أن الحل الوحيد هو اعادة تشكيل الحكومة ، واعادة تشكيل مجلس رئاسي جديد ، وهذا ما لم ترده الأطراف الفاعلة مستغلة غياب روسيا .

واعتبر الدغاري عدم دعوة عقيلة للاجتماع استخفاف بالليبيين والمجلس والسلطة التشريعية .

وأعرب الدغاري عن استغرابه من عدم تناول المجتمعين في باليرمو ملف الجنوب الليبي ، الذي قال أنه منفصل عن السلطة الليبية وخارج نطاق السيطرة ، وتعوث فيه الميليشيات والجماعات المسلحة والمعارضة وقوى الإرهاب ، والجماعات التشادية ، كما أنه معبر للهجرة غير القانونية ، ووجود الميليشيات التي تعوث في طرابلس وهيى الحاكم الفعلي ، متسائلا كيف ستجري الانتخابات بظل تلك الظروف ؟.

وتساءل عن كيفية اجراء الانتخابات أو الاستفتاء على الدستور في ظل القيام بعملية تزوير واسعة في مصلحة الأحوال بطرابلس ، حيث تم العبث بالأرقام الوطنية والسجلات ، ولم يتم التحقيق بهذه الحادثة .

وأشار عضو مجلس النواب المبعوث الأممي في ليبيا غسان سلامة يتوقع أن الوضع في ليبيا شبيه بالأوضاع في لبنان ، وأنه يحاول اسقاط الحالة اللبنانية على ليبيا ، إلا أن الليبيين شعب متجانس ، ولا تنطبق عليه الحالة اللبنانية .

وردا على دعوات سلامة للمؤتمر الجامع ، تساءل الدغاري عن هوية الأشخاص المدعوين له ، وهل الأسماء من اختيار سلامة ذاته ، أو تم تسميتهم له ، مشددا على أنه لا مؤتمر جامع لليبيين إلا مجلس النواب ، رغم أن اداءه ضعيف جدا ، لكنه هو المؤتمر الجامع الذي يحكم الليبيين .

ونوه الدغاري الى أنه على المبعوث الأممي سلامة العمل على حل الإنقسامات داخل النواب سواء بالضغط على رئيسه أو الأعضاء المتغيبين ، مطالبا اياه بالرجوع الى الأجسام الأصلية والمنتخبة واحترام رأيها .

وردا على سؤال حول امكانية نجاح الانتخابات في الربيع المقبل ، بيّن الدغاري أن ذلك ليس صعبا إذا كان المبعوث الأممي سلامة جادا في مساعيه نحوة توحيد مؤسسات الدولة ، مضيفا أن مجلس النواب أصدر وأقر قانون الاستفتاء على الدستور ، لكن المسألة قدرة الهيئة على اجدراء الانتخابات .

In this article