“زهرة” شمس حياتها مهددة بالغياب .. فمن يعيد لها ألقها ؟

” لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ” … والله لو بيدي حاجة ما رح أقصّر فيكي يا بنتي ” … بهذه الكلمات خاطب الساعدي منصور عمر ابنته الطفلة “زهرة” التي لم تتجاوز العامين ، وهي ترقد على سرير الشفاء بمنزلها ، ولا تقدر على البكاء أو الضحك ، فحتى ذلك سيخطف منها الحياة .

الساعدي أب لثمانية أطفال ، من بينهم زهرة ، وكان يعمل موظفا بمكتب العمل والتأهيل في سرت ، وفي العام 2011 دُمر منزله بفعل الحرب ، فاضطر للنزوح إلى عدة مناطق ، الى أن عاد الى منزل مستأجر في سرت ، علما أنه لم يتلق وسكان منطقته أي تعويض عند تدمير منازلهم.

أما بخصوص الطفلة زهرة فيقول والدها خلال حديثه لبرنامج أكثر ، أنها ولدت قبل عامين في عيادة الشفاء بمصراتة ، وأدخلت إلى العناية الحثيثة بسبب وجود كيس في العمود الفقري حينها أدى لعدم ترابطه ، لافتا إلى أن المعاناة بدأت منذ تلك اللحظة .

وأوضح أنه بعد 15 يوماً من ولادتها هددته العيادة إما بالسجن أو بإخراج طفلته ودفع التكاليف ، منوها الى أنه حينها قامت الدولة بحرب على تنظيم داعش ما صعّب الأمور عليه ، الى أن تدخل أحدهم وقام بنقل طفلته الى المستشفى السبيعة التي أجرت لها عملية إزالة الكيس من العمود الفقري ، وربط الظهر .

وبحسب والدها ، فإنه بعد العملية انتقلت المياه الخارجة من الكيس الى رأسها ما أدى الى تضخمه ، وعلى اثره أجريت لها عملية زرع جهاز في الرأس يقوم بتحويل المياه الى الجهاز التناسلي ، موضحا أن الطفلة الآن تعاني من اعوجاج بالعمود الفقري والقفص الصدري ، وارتخاء بالعضلات ، وتفتق بالبطن ، وشلل نصفي ، إضافة الى أنها تعيش على كلية واحدة.

الساعدي نوه الى أنه قام بمراجعة كافة المسؤولين بالحكومتين ، إلا أنه لم يتجاوب أحد ، مشددا على أنه قم بمراسلة مستشفيات في الخارج ، فكان الإجماع على أن علاج طفلته في ألمانيا ، لافتا الى أن حكومة الوفاق أرسلت العديد من الحالات المشابهة لطفلته وعلى نفقتها لتلقي العلاج بألمانيا.

الساعدي ناشد جميع المسؤولين و أهالي الخير في ليبيا مد يد المساعدة وانقاذ “زهرة” من براثن المرض ، فـ”زهرة” ستذبل وتأفل شمس حياتها إن لم يتكاتف الجميع لنجدتها.

In this article