مراسم توقيع اتفاق وقف اطلاق النار جنوب طرابلس بين وفد أعيان بني وليد وأعيان طرابلس

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان وفد المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة بشأن جهود المصالحة بين مدينتي طرابلس الكبرى وترهونة

امتثالاً لقول الله تعالى : “وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”
متأسياً بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ الواحد، إِذَا اشْتَكَى منه عُضْو تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى” .

في إطار قيام المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة بدوره الوطني وأنطلاقاً من مسؤلياته الشرعية والاجتماعية والوطنية التي تقتضي تدخله في كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن، وما تحتمه عليه المصلحة الوطنية العليا

وما يمليه عليه الواجب.

قام المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة بالتواصل مع الاطراف المعنية بمدينتي طرابلس وترهونة، فور تناقل وسائل الإعلام خبر إندلاع الاشتباكات بين قوات الطرفين معلناً عزمه التدخل لحقن الدماء ونزع فتيل الأزمة ورأب الصدع الذي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التشظي والانقسام فيما بين ابناء الوطن الواحد.

وعلى أثر ذلك التواصل أوفد المجلس الاجتماعي وفداً عالي المستوى إلى مدينة ترهونة وطرابلس حيث التقى بالقيادات الاجتماعية والأمنية بالمدينتين وناقش معهما العمل الكفيل بإيقاف القتال وانهاء الأزمة واحتراماً لهذه الجهود وحرصاً من الطرفين على حقن الدماء رحب ابناء ومشايخ المدينتين بهذه المساعي وترجم هذا الترحاب إلى خطوة عملية تمثلث في إيقاف إطلاق النار وتفويض الجانبين للمجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة بإتخاذ كافة التدابير والاجراءات التي تضمن إنهاء القتال، وكترجمة عملية لهذه الجهود توجه يوم الأحد الموافق 2019/1/20 وفد المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة إلى مدينة طرابلس، حيث اجتمع مع القيادات الاجتماعية لمجلس المصالحة بمنطقة طرابلس الكبرى وتمت مناقشة السبل الكفيلة بانهاء الأزمة وماترتب عليها من قضايا.

وبعد نقاش مستفيض سادته الروح الوطنية تم تحديد نقاط الخلاف وسبل معالجتها، واستكمالاً لهذه المساعي توجه وفد المجلس لمدينة ترهونة واطلع قيادتها الاجتماعية والأمنية على ما دار في اجتماعه مع قيادات مجلس المصالحة بمنطقة طرابلس الكبرى.

وبعد نقاش هادف مع مشايخ واعيان ترهونة صيغ هذا البيان للتأكيد على الآتي:

أولاً: وقف إطلاق النار نهائياً والتهدئة بين الطرفين وأخذ كافة التحفظات التي تضمن عدم معاودة القتال.

ثانياً: سحب كل طرف لقواته العسكرية إلى مسافة لا تقل عن 15 كم من آخر نقطة لحدوده الإدارية والعمل على إرجاع كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى ثكناتها.

ثالثاً: فتح كافة الطرق والمسالك والممرات المغلقة وإزالة كافة السواتر والعوائق المتواجدة بها وذلك فور اكمال عملية انسحاب القوات العسكرية من مواقعها الحالية.

رابعاً: تبادل الأسرى والمعتقلين والمفقودين والجرحى وجثامين القتلى فيما بين الطرفين وذلك برعاية وترتيب من وفد المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة.

خامساً: التسوية العادلة لملف المهجرين من الجانبين وضمان عودتهم إلى بيوتهم وممتلكاتهم وتعهد الجانبين بعدم التعرض لهم واحترامهم وضمان سلامتهم.

سادساً: يترك أمر تأمين الطريق الرابط بين منطقة “فملغة” وقصر بن غشير وغيرها من الطرق والمسالك الأخرى لمديريات الأمن الواقعة في نطاق الاشتباكات، ودون التعرض لمنتسبيها من الطرفين.

سابعاً: ضبط النفس والابتعاد عن تأجيج روح العداء والكراهية من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ويعلن الطرفان تبرؤهما التام من كافة المجرمين ويؤكدون على رفع الغطاء الاجتماعي عنهم وعدم مساندتهم العسكرية.

ثامناً: تشكيل اللجان الآتية اسمائها فيما بعد لتتولى اتخاذ كافة الاجراءات التنفيذية المتعلقة بالنقاط المشار إليها أعلاه.

واللجان هي:

– لجنة التنسيق الأمني – وتتولى مهمة تثبيت وقف إطلاق النار والاشراف على انسحاب القوات التابعة للطرفين وفتح الطريق وتأمينها وذلك اعتباراً من تاريخ توقيع الطرفين على هذا البيان.
– لجنة الأسرى والمهجرين والمعتقلين وجثامين القتلى – وتتولى مهمة استلام القوائم والتواصل مع الاطراف المعنية بشأن استلامهم وتسليمهم للطرف الثاني.
– لجنة تسوية أوضاع المهجرين – وتتولى مهمة الإشراف على عودتهم والعمل على ضمان أمنهم وسلامتهم من الجانبين.
– والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

In this article