النص الكامل لمقابلة د. عارف النايض مع قناة البرلمان اليوناني

مقابلة أ. د. عارف النايض، رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، مع قناة البرلمان اليوناني، بتاريخ 21يناير 2020، أثينا اليونان.

السيد عارف النايض، أنت رئيس معهد ليبيا للدراسات المتقدمة، ما هو الهدف من زيارتك؟
د.عارف
الهدف هو توقيع مذكرة تفاهم مع معهد الدراسات الأوروبية والأمريكية هنا (رياس)، وهي حقاً من أجل الاستمرار في بناء العلاقات الدبلوماسية ونقاشات على غرار مراكز البحث، يشرفني أن أقول إن مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة له دور محوري وذلك بمساعدة بعض الأصدقاء القدماء كالسفير زوي ، وذلك لإنشاء بداية التواصل بين البرلمان الشرعي الليبي وحكومته والجيش الوطني الليبي والحكومة اليونانية ومؤسساتها، ونود أن نستمر في عمل الوساطة هذا، والأعمال البحثية وأعمال توطيد العلاقات، من أجل تحسين العلاقات الليبية اليونانية، وأيضاً من أجل الرفع من مستوى كفاءة الشباب الليبي واليوناني عن طريق العلم المشترك، فنحن نحتاج لتوعية الشباب الليبي وتعليم الشباب اليوناني عن بلدَينا وكيفية تحسين العلاقات بيننا.

إذا ماذا يمكن لليونان أن تفعل؟ هناك العديد من الزيارات الدبلوماسية بين اليونان وليبيا، كيف يمكن لهذا أن يطور على الصعيد الدبلوماسي؟ هذه فترة صعبة جداً

د.عارف
بالطبع هي فترة صعبة جداً، عملنا بجد، وحظينا بزيارة ناجحة من قبل رئيس نوابنا لفخامة رئيس برلمانكم، وفي تلك الزيارة خرجت العديد من التصريحات من البرلمان اليوناني بأن البرلمان الليبي هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي، وهذا مهم للغاية ويمكن أن نبني عليه، يمكن أن نبني علاقات دبلوماسية أفضل ويمكن أن ننهي اختطاف الشرعية الليبية من قبل ما يسمى بحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، اليونان الآن تتعامل مع البرلمان الشرعي الليبي والجيش الشرعي الليبي الذي يعد جيش البرلمان، وقد قام وزير خارجية بلدكم بزيارة لبنغازي وكانت زيارة رائعة، حيث قابل في هذه الزيارة المشير حفتر، ليس هذا فقط بل قابل أيضاً فخامة رئيس وزراء ليبيا وفخامة وزير خارجية ليبيا في بنغازي، هذا مهم جداً ونحن نشعر بأن ما ذكر مقروناً بزيارة المشير حفتر بنفسه الأسبوع الماضي لأثينا كل هذا سيكون بنّاءً في المذكرة، وهذا أمر بالغ في الأهمية لكلا البلدين.



ولكن أردوغان انزعج بسبب زيارة حفتر لأثينا

د.عارف
كما تقولون هنا في أثينا (Poli Kala) هذا حقاً عظيم وهذا كان الهدف.
ليس فقط لإزعاج أردوغان ولكن لمواجهة أردوغان وهذا أكثر أهمية، نحتاج لبناء مجموعات، مجموعات من الأشخاص الذين يقلقون من مطامح أردوغان الانتقالية وأحلامه بإنشاء دولة عثمانية بنسخة جديدة وميل أردوغان ليس فقط لدعم إرهاب الإسلاميين، ولكن فعلياً من أجل استخدامه كأداة وكسلاح ضد الدول الأخرى، كان لديه الجسارة ليقول بأنه ينوي الموافقة على مستند برلين، على الرغم من أنه انتهى للتو من شحن خمسة آلاف إرهابيّ من سوريا إلى طرابلس، وهم في الحقيقة إرهابيون تركمان تابعون للقاعدة وداعش، الآن هم منتشرون في غريان والزاوية، ونجح بعضهم في عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى إيطاليا، على حسب بعض التقارير الموثوقة من مجموعات رصد سورية.

من يحمي الجهاديين داخل ليبيا على كل حال؟
د.عارف
الإخوان المسلمون، فالإخوان المسلمون يسيطرون على الحكومة الليبية لسوء الحظ، وما يسمى بالمجلس الرئاسي يفترض أنه مجلس يحتوي على تسعة أشخاص، ولكن الآن تم تقليل العدد ليصبح فقط أربعة بدلاً من تسعة، والبنك المركزي الليبي مسيطر عليه تماماً من قبل الإخوان المسلمين، وكل ريع النفط الصادر من المؤسسة الوطنية للنفط يذهب إلى البنك المركزي الليبي الذي يستخدم كجهاز صراف آلي من قبل الإخوان المسلمين، وأردوغان ولهذا السبب أردوغان مهتم كثيراً بهذا الشأن، ليس هدفهم الدفاع عن مصالح الشعب الليبي، بل ليس هدفهم حتى الدفاع عن مصالح الشعب التركي، ولكن من أجل الدفاع عن مصالح الإخوان المسلمين ومحاولة تحقيق حلمه الإخواني.
ماذا عن الانتقادات تجاه حفتر داخل ليبيا؟
د.عارف
من أي ناحية؟
من ناحية تصرفاته داخل ليبيا؟
د.عارف
الأشخاص الوحيدون الذين يحملون هذه الرواية هم أناس خدعوا من قبل مؤسسات العلاقات العامة التي يدفع لها من قبل طرابلس من مال ليبيا الخاص، طرحت شركات كمركوري وغوثام السرد على أن هناك حكومة شرعية في طرابلس تحت الحصار على يد لواء مارق أو لواء منشق أو جبار أو أمير حرب، كلهم نسوا شيئاً بسيطاً واحداً، أن المشير حفتر عيّن من قبل البرلمان الليبي الذي تم انتخابه على حسب الأصول، ما عمله حفتر هو أنه قاد الجيش الليبي الذي كان مؤلفاً من مئتي شخص إلى أن صار جيشاً ممنهجاً ومنظماً، هذا الرجل الذي استطاع عبر العديد من السنين ليس فقط أن يقمع سيطرة الإرهابيين في بنغازي، ولكن استطاع أيضاً أن يقمعها في درنة في الجنوب، والآن الجيش داخل طرابلس، ليس فقط في أطراف طرابلس، دعني أقولها بهذه الطريقة، مكاتب رئيس الموظفين لأكبر جيش هي مشغولة بالجيش الليبي الوطني الآن داخل طرابلس.

كيف تعلق على النقاشات الأخيرة في مؤتمر برلين بعد عدم احترام وقف إطلاق النار؟
د.عارف
كما ترين، عندما تقولين وقف إطلاق النار أو حتى هدنة، أي هدنة؟ أثناء الأيام القليلة للهدنة قام أردوغان بشحن خمسة آلاف مقاتل بطائرات مدنية كما هو موثق بشكل جيد لنقل كل هذا العدد من الأشخاص، هو نقل كميات كبيرة من الأسلحة والطائرات المسيرة ونظم أسلحة مضادة للطائرات، لذلك كانت الهدنة هي عبارة عن غطاء لأردوغان ليقوم بتسليح حلفائه، لا هو كان يستطيع على الأرجح أن يغسل يديه ويقول ليس لدي ما أشحنه بعد الآن، ولكنه شحن بما فيه الكفاية. من أجل إحداث تغيير، لذلك فإنهم أصلاً يقومون باستفزاز الجيش الليبي الوطني، هم من بدأ بالعداوات، الجيش الليبي الوطني أظهر أخلاقاً رائعة منذ أن وعد بإقامة الهدنة. لم يطلقوا طلقة واحدة لم يظهر أي عداء، هم فقط يدافعون عن أنفسهم في طريق المطار وعدة مواقع أخرى داخل طرابلس.

اليونان يجب أن تكون مدعوة في برلين

د.عارف
كنا نحبذ أن يتواجد معالى وزير خارجية اليونان في برلين، كتبت لوزير الخارجية في برلين بشكل رسمي لدعوة اليونان إلى برلين، فعندما قال الألمان إن الوقت قد تأخر ثم بعد ذلك أرسلوا بدعوة للجزائر، كتبت إلى اليونان قائلاً: الجزائر قد تم دعوتها للتو، فحاولوا مجدداً لتتم دعوتكم أنتم أيضاً، عملنا كل ما بوسعنا لنتأكد أن اليونان ستحضر، كنا نود جداً أن تكون اليونان هناك، لأنه قبل البدء بأي نقاش في برلين، ينبغي أن يكون هناك نقاشات مسبقة في أمرين اثنين: إعلان الاتفاقية الموقعة من قبل حكومة الوفاق الوطني وتركيا على أنهما غير شرعية، والأمر الآخر إعادة هؤلاء الخمسة آلاف إرهابي التابعين للقاعدة وداعش إلى تركيا، وقبل أن نعمل هذا فإن مؤتمر برلين لا معنى له، وكان من الممكن لليونان أن تكون داعمة لهذا الموقف، ولكن لسوء الحظ لم تتم دعوة اليونان، أشعر أن هذه إساءة ليس لليونان فقط ولكن لليبيا والملف الليبي أيضاً، ولكن يجب أن لا تحزنوا كثيراً لأن الليبيين أيضاً لم يتم دعوتهم وأحياناً كما تعلمين نحن الأفريقيين ما زلنا نتذكر مؤتمر برلين الذي انعقد سنة 1884 حيث لم يحضر الأفريقيون، ولكن تم اتخاذ القرار من قبل القوى الغربية، ولسوء الحظ حدث شيء مشابه لليبيين فهم لم تتم دعوتهم إلا في اللحظات الأخيرة. تم دعوة السراج والمشير حفتر ولكن فقط من أجل أن يسألوهما بأن يسميا أعضاء الخمسة زائد خمسة، ولكنهم لم يكون جزءاً من الجلسة ولا النقاش، نحن نشعر بأن هذا النوع من التهميش لا يؤدي بشكل حاسم إلى حل واقعي، وأعتقد أن هناك إرضاءات كثيرة قد وقعت، فقد كان ينبغي أن تواجه تركيا بطريقة أكثر حزماً وقوة في برلين، نحن سعداء بأن الرئيس ماكرون قال شيئاً عن هؤلاء السوريين وعن الاتفاقيات.

ماذا عن إيطاليا؟ أعني تركيا تحاول أن تتخذها حليفاً لها، فهل من الممكن أن تحصل على تحالفات مع دول من أوروبا؟ إذا كانت تركيا تحاول اتخاذ حلفاء مثل إيطاليا؟
د.عارف

إيطاليا كانت حليفاً قوياً لحكومة الوفاق الوطني لعدة سنوات، ولكن أنا كنت في إيطاليا منذ عهد قريب جداً وكان هناك تغيراً ملحوظاً في توجهات الحكومة الإيطالية، كان هناك أكثر انفتاحاً للبرلمان وحكومته وأيضاً للمشير حفتر، والسبب هو أن إيطاليا نفسها تشعر بأنها مهددة، كما أخبرتك هناك الآن تقارير موثوقة بل إن غسان سلامة قد أقر بأن بعضاً من هؤلاء الإرهابيين تسربوا إلى إيطاليا، لذلك فإن هدفهم ليس فقط لعمل ما يسمى بالجهاد في ليبيا، ولكن لعبور البحر الأبيض المتوسط والعبور للدول المجاورة، لذلك أعتقد أن إيطاليا قد عرفت مدى خطر الاتفاقية التركية مع حكومة الوفاق وما يفعله أردوغان، وهم لا يرون أن إيطاليا ستعقد تحالفا مع تركيا ضد باقي دول العالم.

ما هي الغاية من التفاوضات بين كلا الطرفين؟ ما هي غاية الواسطة عندما لا يريد حفتر ولا السراج أن يرى بعضهما البعض؟

د.عارف
جزء من خطأ البعثة الأممية والسيد سلامة، وهو صديق حميم وأحترمه بشدة، هو أن يختزلوا ليبيا برجلين، كما تعلمين المشير حفتر هو قائد مهم للجيش الليبي، ولكن هذا الجيش هو جيش البرلمان الذي تم انتخابه بنزاهة والذي لديه حكومة شرعية قام أعضاؤها بأداء اليمين الدستورية وكان عندهم ثقة بالبرلمان ليس هذا فحسب، وهذا أمر جوهري جداً جداً، الجيش الليبي يمثل إرادة الشعب الليبي، النسيج المجتمعي الليبي لعشرات القبائل، ليبيا ما زالت مجتمعاً قبلياً والأغلبية الساحقة من قبائل ليبيا هي في الحقيقة مع الجيش الليبي لأن القضية تتعلق بالجيش الليبي الوطني الذي يهدف إلى تحرير العاصمة وتخليص ثروات وأموال ليبيا من أيدي الإخوان المسلمين، لذلك فالأمر ليس له علاقة بجلوس المشير حفتر مع رجل واحد يدعى السراج. القضية حول إرادة الشعب الليبي، الآن سبب رفض المشير حفتر الجلوس مع السراج ليس لأنه لا يريد الجلوس، ولكن لأنه جلس من قبل عدة مرات وأنا كنت شاهداً على بعض هذه اللقاءات، جلس في باريس، جلس في أبوظبي عدة مرات، ولسوء الحظ كل مرة كان السراج يعود إلى طرابلس، هو باختصار نفذ أجندة الميليشيات، ونقض كل الاتفاقيات التي تم الاتفاق عليها من قبل، وقد ادعى بأنه يريد انتخابات ودولة مدنية في الوقت الذي كان يستمر في حجز الأموال عن لجنة الانتخابات، عندما كان في الحقيقة مستبداً غير منتخب وقد حكمنا لمدة أربع سنوات بدلاً من سنة واحدة كما هو منصوص عليه في اتفاق الصخيرات.

كأول سفير ليبي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة بعد نظام القذافي، كيف ترى مستقبل ليبيا؟

د. عارف
أرى مستقبل ليبيا مشرق؛ لأن الشعب الليبي شعب مجيد، ليبيا لديها موارد مذهلة. لها موقع رائع ولديها جيران رائعون، إذا تمكنا من تحرير أنفسنا من قبضة سيطرة الإخوان المسلمين، فستكون ليبيا حليفًا مدهشًا لليونان، وقبرص، وإيطاليا، ومالطا، وأوروبا. ويمكن أن تكون بوابة إلى بلدان الساحل. ليبيا هي المحور المثالي كما كان تاريخيا من العصور القديمة. حيث مرت التجارة عبر البحر المتوسط عبر ليبيا. يمكننا استعادة كل هذا بسرعة كبيرة. نحتاج فقط للتخلص من سيطرة الإرهابيين على طرابلس، وهذا ما يحاول الجيش الليبي فعله. ليس من أجل شخص المشير حفتر ولكن نيابة باسم البرلمان الليبي والشعب الليبي ونسيجه الاجتماعي.

إذن ما نوع الأزمة التي تعيشها ليبيا؟ هل كلها تدور حول السيطرة على النفط؟

د. عارف
أزمتنا بسيطة للغاية، إنها تتعلق بمجموعة غير وطنية تقوم باختطاف موارد الدولة على نحو متطفل، لاستخدامها لدفع مشاريعها غير الوطنية، كل هذا للخلافة الجديدة. لنظام عثماني جديد. لامبراطورية عابرة للحدود ككيان تحاول جماعة الإخوان المسلمين تأسيسه. الدولة الليبية لا تنهض لسبب بسيط للغاية. لقد تم الاستيلاء على مواردها من قبل كيان غير وطني لا يؤمن بالدولة. نحن بحاجة إلى بناء ليبيا مع أبناء وطننا.

هل تتهمهم أيضًا بتهريب النفط؟

د. عارف
ليسوا بحاجة لتهريب النفط، إنهم يبيعون النفط بشكل قانوني، تودع كل الأموال في البنك المركزي الليبي بشكل قانوني، ومن ثم تؤخذ هذه الأموال يودعونها في تركيا وأماكن أخرى بشكل قانوني، عندما نقول من الناحية القانونية وفقًا لما يسمى بالشرعية الدولية للحكومة الوفاق الوطن،. عندما يتعلق الأمر بالمحاكم الليبية، فهذا غير قانوني تمامًا، حكمت السلطات القضائية الليبية بسبعة عشر حكما بأن حكومة الوفاق ليس لها الحق في إنفاق فلس واحد من أموال ليبيا، ولسوء الحظ تم تجاهلها طوال هذا الوقت.

إذا هل تعطيل ووقف إنتاج النفط هو الحل الصحيح؟

د. عارف
يبدو الأمر مثل إطلاق النار على نفسك من أجل الاحتجاج، له نتائج عكسية لمصالح ليبيا على المدى الطويل، ومع ذلك يجب علينا أن نفهم أنه تعبير عن اليأس والغضب من جانب الشعب الليبي المحروم من أبسط الأمور، من رواتبهم، وغاز الطهي، والوقود، والخدمات الطبية الأساسية، في حين أن ثروتهم الهائلة لن تذهب إلى تركيا بل ستذهب إلي السيد أردوغان وأيضاً إلى جماعة الإخوان المسلمين غير الوطنية.

شكراً جزيلاً على هذه المقابلة.

 

In this article