النص الكامل لمقابلة ا. د. عارف النايض على قناة العربية الحدث

المقدمة: نناقش كافة التطورات الليبية مع ضيفنا من دبي السفير عارف النايض رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة

سعادة السفير مساء الخير، أهلا بك معنا بحدث اليوم وعلى شاشة الحدث.

سأبدأ مع حضرتك بالتفاصيل الأخيرة، قبل قليل نقلنا أخبارا عن اتصال هاتفي مع رئيس البرلمان من الجانب الأمريكي، هل يمكن أن نفهم الأسباب وتفاصيل هذا الاتصال؟

النايض: التواصل مستمر بين معالي رئيس البرلمان الليبي وبين الجانب الأمريكي، وقد تم تنسيق عدة لقاءات ومكالمات، هذه المكالمة الأخيرة كما صرحت السفارة الأمريكية تطرقت لبعض النقاط، من أهمها موضوع مؤسسة النفط، وموضوع التدخلات الأجنبية في ليبيا، وموضوع التوترات العسكرية حول سرت والجفرة، ليسهناك في ليبيا من لا يتفطن إلى أهمية ضخ النفط وانسيابه وتصديره، ولكن هناك إشكاليات حقيقية وهي أنه منذ سنوات طويلة كل الموارد الماليةالمترتبة على ضخ النفط تذهب إلى مصرف ليبيا المركزي، وهو بالكامل تحت سيطرة الإخوان المسلمين، فيه أكثر من تسعة مدراء في الإدارات العليا من الإخوان المسلمين، والصديق الكبير للأسف الشديد يعمل لصالح الإخوان المسلمين طيلة هذه السنوات.

أيضا هناك إشكالية كبيرة، للأسف الشديد السيد صنع الله رئيس مؤسسة النفط يدعي الحيادية ويدعى أنه تكنوطراط وأنه ليس له علاقة بالسياسة ويدعي الاستقلالية، أولا هناك مغالطات كثيرة.
المؤسسة لا يجب أن تكون مستقلة، يجب أن تكون تحت سيطرة البرلمان ورقابة البرلمان، فكرة أن هناك مؤسسة لا تخضع لأي نوع من الرقابة أو الحوكمة هذه مشكلة كبيرة، المشكلة الأخرى في تصدير النفط نفسه هناك إشكاليات، النفط يصدر عن طريق شركات معينة فقط، وبعض هذه الشركات في سويسرا تتبع للإخوان المسلمين، فحتى عملية بيع النفط ليست عملية حيادية، نحن نطالب برقابة ليس فقط على مصرف ليبيا المركزي والتدقيق في مصرف ليبيا المركزي، ولكن تدقيق أيضا في صادرات النفط، وكيف يقوم صنع الله بهذه العقود، للأسف المؤسسة لم تكن قط محايدة في كل هذه الحروب، استخدمت طائرات المؤسسة في نقل العتاد والعناصر العسكرية، استخدمت المؤسسة للضغط على المناطق الغير داعمة لحكومة الوفاق بقطع إمدادات البنزين عنها وإمدادات الغاز والجنوب الليبي يشهد على ذلك، الجنوب الليبي محروم الآنمن الغاز ومن البنزين فقط لأنه يتبع للبرلمان وحكومة البرلمان وجيش البرلمان بدلا من حكومة الوفاق.

المقدمة: كان هناك مقترح سابق بأن تكون مؤسسة النفط مؤسسة مستقلة أو أن يكون هناك إدارة حيادية، أنتم ترفضون كبرلمان هذا الموضوع، أو البرلمان يرفض؟

النايض: نحن نريد إدارة حيادية حقيقية، صنع الله ليس حياديا، نحن طالبنا بأن يكون هناك توقيع مشترك بين صنع الله وبين من يختاره البرلمان من المنطقة الشرقية لإدارة المؤسسة، حتى في المعاملات التجارية عندما لا تثق في شريكك فأنت تطالب بالتوقيع معا على المصرف، هذا شيء من أقل ما يجب، للأسف يريدون النفط أن يفتح وفي نفس الوقت يعطون احتكارا كاملا لصنع الله وللكبير على مقدرات الشعب الليبي، وهذا هو ما أدى للأسف الشديد لانهيار الترتيبات الأخيرة، كان يجب أن يفتح حساب مستقلا لواردات النفط، ولكن أصروا أن يكون الحساب تحت صنع الله.

المقدمة: حضرتك تتحدث عنانهيار، وقبل كان هناك تقدم؟

النايض: نعم كان هناك تفاوض وكان هناك اتفاق أن تجنّب جميع واردات النفط، هذه الأموال يجبأن تجنّب حتى تقام حكومة مرضي عنها من جميع الأطراف في ليبيا، للأسف الشديد بعد تقدم كبير في هذه المفاوضات تفاجأ الجميع بأنهم يصرون بأن يكون الإيداع في حسابات مؤسسة النفط التي يتحكم فيها صنع الله في البنك المركزي الذي يتحكم في الصديق الكبير، وهذا ما سبب الإشكال الأخير.

المقدمة: مصادر الحدث تحدثت عن اجتماع روسي تركي على أعلى المستويات فيهوزيرا الدفاع ونائبا وزيري الخارجية لتنسيق عمل لجنة مشتركة التي من المفترض أن تنطلق أعمالها في موسكو قريبا، ما هي أجندة هذه اللجنة التي نسمع عنها مؤخرا، وإلى أي مدى أنتم شركاء أو في وارد نتائج هذه التفاوضات إذا ما حصلت؟

النايض: نحن نعلم بأنه كان هناك تشاورات روسية تركية مبكرا حتى في موضوع الهدنة وغير ذلك، ونحن نرحب بأي تشاور دولي كالتشاور بين الرئيس ماكرون والرئيس ترامب أو الرئيس ترامب والرئيس السيسي، كل هذه التشاورات نحن نرحب بها، ما لا نرحب به هو الصفقات على حساب الشعب الليبي، وصفقات على حسابالبرلمان وحكومة البرلمان وجيش البرلمان، نحن نراقب هذه التطورات سنستمع لهذه التطورات، عندنا ثقة بأن الجانب الروسي لن يقوم بصفقة على حساب ليبيا، ولن تدخل صفقات بخصوص سوريا في الملف الليبي، ولكن روسيا وتركيا ليسا وحدهما، هناك عالم بالكامل جلس معا في برلين على أعلى مستوى ونحن مع مسار برلين ومع المبادرة البرلمانية التي طرحها رئيس البرلمان السيد عقيلة صالح، والتي أقرها الجانب البرلماني وأيضا الجيش الليبي في مبادرة القاهرة التيهي حقيقة مبادرة البرلمان وهي مبادرة ليبية، فهذا هو المسار الذي نتبعه، نرحب بكل تشاور وبكل ما يخفف من وطأة وحدّة التوترات، ولكن في نفس الوقت نحذّر من أي صفقات ثنائية على ليبيا.

المقدمة: صفقات ثنائية، ولكن أيضا قبل كان شرط الأتراك للتفاوض هو انسحاب الجيش كليا من سرت والجفرة، هل برأيك صار أي تراجع عن هذا الموضوع، هل الروس ضمنوا على الأقل لكم أن هذا الأمر لن يحصل طالما هو مرفوض من جانب البرلمان والجيش أو ليس هناك تفاوض إلى هذا المستوى بينكم وبين الروس؟

النايض: قبل رمضان قيل للجيش يجب أن تعلن الهدنة ليبدأ التفاوض، أعلن الجيش الهدنة فحصل هجوم بدلا من التفاوض، ثم قيل للجيش انسحب قليلا من طرابلس ليبدأ التفاوض، انسحب الجيش قليلا ولم يبدأ التفاوض، ثم قيل للجيش انسحب من طرابلس بالكامل وفعل، ثم قيل له انسحب من ترهونة وفعل، ثم قيل له انسحب من بني وليد وفعل، والآن يقولون عليك أن تنسحب من سرت ومن الجفرة،هذا لن يتأتى والخط الأحمر الذي رسمه الرئيس السيسي في القاهرة هو خط أحمر ليبي حقيقية، لن يكون هناك أي تراجع عن سرت والجفرة، بل سيكون هناك تقدم إذا ما تجرأت تركيا بدعم المزيد من الغطرسة، نحن نستمع للمشري يقول بأنه يريد أن يبسط سلطان حكومة الوفاق على كامل التراب الليبي، هيهات له، بل إن البرلمان يجب أن يبسط سلطته على كامل التراب الليبي لأنه البرلمان المنتخب من قبل الشعب الليبي وله الشرعية التشريعية الكاملة.

المقدمة: حضرتك ذكرت مصر، ولكن في مقابلات سابقة، حضرتك تخوفت قليلا من صراع مصري تركي داخل ليبيا، ولكن قلت أنه لم يكن هناك أي خيار آخر، تركيا لم تترك خيارا آخر، إلى أي مدى برأيك الأمور قد تتجه إلى مواجهة وليس إلى تهدئة كما يسوّق أيضا البعض؟

النايض: الحقائق على الأرض تتكلم، يقول السفير الأمريكي بأنه ليس مع التدخلات العسكرية، ولكن نحن نرى المرتزقة يتدفقون على مصراتة وعلى طرابلس حتى الأمس وحتى اليوم هناك شحنات، نحن نرى العتاد العسكري يتدفق طائرات يومية تنزل في الوطية وفي مصراتة، وبواخر ولا يوقفها أحد.

للأسف الشديد هناك إصرار وغطرسة عجيبة لدى الأتراك ولدى عملائهم من أمثال المشري رئيس مجلس الدولة وحكومة الوفاق، كل الحكومة هناك في تركيا، الآن أصبحوا مجلس الولاية ولاية طرابلس غرب عند السلطان العثماني الآن يدفع الأتاوات ويدفع الميري للسلطان العثماني ويأتمر بأوامره، رأينا وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان التركي يلقون بالخطب في أتراك داخل الأراضي الليبي تحت العلم التركي دون وجود أي مسؤول حتى من حكومة الوفاق، كل هذه الامور ليست مقبولة، القبائل الليبية التي رفضت دفع الميري في الماضي ستلتف حول الجيش الليبي وستلتف حول الأشقاء من مصر وأي أشقاء عرب آخرون يفعّلون اتفاقيات الدفاع المشترك ضد هذا الاجتياح التركي.

المقدمة: حضرتك تقول أن المواجهة قادمة لا محالة ؟

النايض: لا نقول لا محالة، نحن نتمنى السلام ومشايخ القبائل ورئيس البرلمان عندما طلبوا التدخل المصريطلبوا ذلك من أجل السلام لا من أجل الحرب، ولكن مكره أخاك لا بطل، المسألة نحن تحت اجتياح 16 ألف مرتزق جلّهم من القاعدة ومن داعش تم تصديرهم إلى ليبيا. كيف سنواجههم؟منظومات عسكرية متقدمة من الناتو، مضادات طائرات، مسيّرات، رادارات، أجهزة تشويش.مدفعية متطورة من البحر… كيف سنواجه هذا بدون الجيش المصري؟!طلب مساعدة الجيش المصري شيء طبيعي جداً وشيء لازم جداً وهو تحت منظومة الدفاع العربي المشترك، وهناك اتفاقيات دفاع مشترك من النظام السابق مع الشقيقة مصر، وطلب واضح من البرلمان الليبي ورئيس البرلمان الليبي ومن القبائل الليبية.

المقدمة:أيضاً بالمقابل اليوم… فيه مصادر تحدثت عن نشر منظومة صواريخ أس 300 من جانب الجيش الليبي بمحيط سرت.. أولاً أؤكد مع حضرتك هذه المعلومة، وثانياً إذا ما صحت.. من وراء هذه المنظومة لأنه عادة ما كانت المعلومات تتحدث عن أن الجيش لا يملكها؟

النايض: أنا لن أدخل في الشأن العسكري ولن أفصح بأي معلومات عسكرية لأننا الآن في وضع خطير جدًّا وهناك تطورات عسكرية ميدانية يومية، فلن أتطرق لنوعية الدفاعات أوغيرها، ما أود أن أقوله أن الجيش الليبي وكل الدول الداعمة للجيش الليبي لن تتوانى في تقديم كل ما يمكن تقديمه للدفاع لا فقط عن سرت والجفرة ولكن للدفاع عن كامل التراب الليبي حتى الحدود التونسية والجزائرية والجنوب الليبي بالكامل.

البرلمان الليبي له الشرعية الحقيقية والمعترف بها دوليًّا كآخر جسم تشريعي منتخب، هذا البرلمان له جيش شرعي، هذا البرلمان له حكومة شرعية برئاسة السيد عبدالله الثني، هذا هو الواقع. الآن الذي نجده في المنطقة الغربية هو زمرة تابعة للأتراك للأسف الشديد سقطت عنها حتى صلاحية أن تتحدث باسم الليبيين لأنهم أصبحوا تبّعا لسلطان الباب العالي رجب أردوغان الذي يتصرف معنا كما تصرف أسلافه حقيقة. هو يعيد أحلام الدولة العثمانية ولكن هيهات ، نحن نثق بالله عز وجل، ونثق بالمنظومة الدفاعية العربية، هناك اتفاقيات للدفاع المشترك العربي يجب أن تُفعّل.نثق في مصر ونثق في الجزائر ونثق في البرلمان التونسي البطل الذي يحاول أن يقصي الإخوان الآن، ونثق في جيراننا تشاد والنيجر والسودان، نثق في كل هذه الدول ونطلب المساعدة من جميع الدول العربية في دعمنا ضد الاجتياح التركي.

المقدمة:طيب سعادة السفير تحدثنا عن مواقف كل الدول المحيطة وغير المحيطة بليبيا، ولكن مفروض أن الأمم التحدة هي الطرف الأساسي. حضرتك انتقدت موضوع التأخر بتعيين مبعوث أممي، هل واضحة أسباب تأخر هذا التعيين؟

النايض: الأمر هو مبعوث يفترض أنه مبعوث للسيد الأمين العام للأمم المتحدة، فنحن نطلب من السيد غوتيريش أن يتخذ قراره بكل تكنوقراطية وبكل مهنية وبكل شفافية وبكل موضوعية، وأن لا يتأثر بالصراعات السياسية بين الدول. للأسف هناك صراع على هذا المنصب، وهذا في الكواليس حقيقية، يعني رسميًّا يجب أن يكون التعيين من غوتيريش. نحن نشكر السيدة ستيفاني ويليامز على ما تقوم به بعد استقالة السيد غسان سلامة، ولكن يبقى الأمر أننا نحتاج إلى مبعوث يتمتع بثقة كاملة وبمساندة كاملة من السيد الأمين العام.

المقدمة: أنتم تريدون شخصية أفريقية كمبعوث أممي صحيح؟

النايض: في اعتقادي الشخصي أن أفريقيا أُقصيت أكثر من اللازم من الملف الليبي، الاتحاد الأفريقي كان يمكن أن يساعد كثيراً في المصالحة الوطنية الليبية وفي فض النزاعات في ليبيا، ولكنه استبعد في جل الوقت لصالح الأمم المتحدة، نحن نعتقد أنه يجب على الأقل احتراماً لأفريقيا التي نحن جزء منها أن يكون المبعوث من أفريقيا، هذا ما أدعمه أنا شخصيا، ولكن في النهاية نحن سنقبل بأي مبعوث أممي.

المقدمة: تم طرح سيد رمطان لعمامرة، شخصية جزائرية ويقال أن البرلمان هو الذي رفضه.

النايض: حسب علمي البرلمان لم يرفض أحدا،والبرلمان يقبل بأي شخصية موضوعية مهنية لا تتأثر بالدول ولا ترتشي من أي دولة ولا تتأثر حتى بدولتها الأم. المبعوث يجب أن يكون يتبع للأمم المتحدة لا لدولته، فنحن نريد شخصية مهنية لا يهمنا من هي هذه الشخصية وبأسرع وقت ممكن.

المقدمة: أشكرك جزيل الشكر على هذه المداخلة معنا بحدث اليوم سعادة السفير عارف النايض رئيس تكتل إحياء ليبيا ضيفنا من دبي.

In this article