النص الكامل لمقابلة دكتور عارف النايض مع قناة العربية

معنا من دبي عارف النايض رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، سيد عارف، مرحبًا بك معنا في هذه النشرة.
بدايةً، هل يمكن ترجمة إعلان القاهرة على أرض الواقع، فالعبرة دائمًا في التنفيذ؟

د. عارف: أولاً، شكرًا على الاستضافة.
نعم، بالإمكان تنفيذ هذا الحدث التاريخي حقيقةً، وهذه المبادرة التاريخية، التي تبلورت في القاهرة اليوم، على أرض الواقع. الأمر في غاية البساطة: فقط وقف إطلاق النار فورًا قبل الموعد المحدد. وقف إطلاق النار هذا سيترتب عليه فتح مسارات سياسية واقتصادية ونقاشات عسكرية ستفضي بليبيا إن شاء الله إلى الأمن والأمان والسلام.
هذه المبادرة …

سؤال: هل يمكن أن تلتزم كل الأطراف المتحاربة بوقف إطلاق النار فعلاً؟

د. عارف:  الميزة في هذه المبادرة أنها لم تأت من فراغ. فهي بلورة لأسابيع من العمل المضني. ونحن نشكر الدبلوماسية المصرية المميزة حقيقةً على كل تلك المجهودات والتواصل الدولي بين عدة أطراف وعدة عواصم حتى وصلنا إلى هذه المبادرة اليوم.

هذه المبادرة حظيت بدعم دولي فوري وكان ذلك واضحين من ناحيتين. أولاً، الحضور المميز لكل الدول المعنية التي كانت موجودة في تلك الصالة عندما ألقى فخامة الرئيس السيسي خطابه وطرح هذه المبادرة. كانوا موجودين جميعًا ولم يأتوا إلى تلك الانطلاقة من فراغ.
أيضًا، بمجرد أن أطلقت هذه المبادرة، توالت بيانات الدعم من كافة العواصم الهامة، بما في ذلك موسكو وواشنطن دي سي وهذا بغاية الأهمية لأن هذا التوافق الدولي هو الأساس التي تُبنى عليه النجاحات.

هذه المبادرة تميزت أيضًا بشيء مهم جدًا وهي أنها لم تحاول أن تلغي أو تهمش كل ما قامت به كل الدول سواءً في مبادرة باريس، سواء في باليرمو، سواء في أبوظبي، سواء في برلين، وخاصة مخرجات برلين ونتائج برلين، كلها كانت متضمنة في هذه المبادرة وتم تجميع كل ما هو إيجابي في كل المبادرات السابقة. فهذه المبادرة حقيقة هي مبادرة دولية بامتياز وتتميز بضمانة مصرية هامة جدًا في إقليمنا.

سؤال: عندما يشدد الرئيس السيسي على ضرورة إخراج الميلشيات الأجنبية من ليبيا، هل ستنسحب بهكذا سهولة والدول التي تتبعها وتتحكم بها، هذا بالإشارة إلى تركيا اليوم؟

د.عارف: ميزة ما نادي به فخامة الرئيس السيسي هو أنه ما ينادي به كل ليبي حر. ليس هناك أي ليبي لا غربًا ولا شرقًا ولا جنوبًا يريد أن يرى الأجانب في بلاده من أي دولة كانوا. ليس هناك ليبي يريد أن يري المرتزقة يجولوا ويصولوا في مدنه وفي بيوته. ولذلك، هذا المطلب هو مطلب ليبي حقيقة وهو خروج جميع المرتزقة وجميع القوى الأجنبية من ليبيا وهذا مما يميز هذه المبادرة.

سؤال: ما الذي يمكن أن يقنع الأطراف كافة وهنا أشير بالنسبة لحكومة الوفاق والميليشيات التي تتبعها بأهمية الالتزام بإعلان القاهرة والحل السياسي قبل كل شيء؟

د.عارف: لابد أن يتحلى الجميع بالتواضع. هناك نشوة للأسف الشديد نشأت في هذه الأيام الأخيرة. هناك من يحس أنه يستطيع المزيد والمزيد من الانتصارات بسبب الانسحابات التي قام بها الجيش الليبي. يجب ألا تفسر هذه الانسحابات على أنها هزيمة أو أنها غلبة مطلقة للجانب الآخر. هذا سيكون خطأ كبير في الحسابات. وقد رأينا نتائج ذلك قرب سرت اليوم. لا نريد أن نرى المزيد من الموت لأي ليبي. شباب مصراتة وشباب ترهونة وشباب طرابلس وشباب بني وليد وشباب سبها وشباب زوارة وشباب جادو كلهم شباب ليبيا. يجب أن نحاول أن نصون هذا الدم الليبي ويجب أن نحاول أن نتواضع جميعًا لله وللوطن وأن نستغل هذه المبادرة التي اعتقد أنها فرصة تاريخية ونافذة نحو السلام إن شاء الله، نحو ليبيا مستقرة متحدة مزدهرة فيها حكم القانون ويلتجئ فيها الجميع إلى القانون ويكون فيها التفويض السياسي من قبل صندوق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أشارت إليها هذه المبادرة.

أشكرك جزيل الشكر. من دبي عارف النايض رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة.

In this article