مراسلون بلا حدود يدينون الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات مسلحة ضد الصحفيين الليبيين

دان مراسلون بلا حدود الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات مسلحة ضد عدد من الصحفيين الليبيين، معتبرة أن ما تشهده البلاد من تفكك في هياكل الدولة وإفلات المعتدين من العقاب يخلق مناخاً يطغى عليه انعدام الأمن، مما ينعكس سلباً بشكل خطير للغاية على الحق في الإعلام وتلقي المعلومات.

وليس من الممكن السيطرة على القوات المسلحة في ليبيا، حيث لا تخضع لأية سلطة حكومية على الإطلاق، مما يعزز وزنها ويقوي حضورها في بلد يعيش اضطراباً مهولاً على مستوى التوازنات السياسية والعسكرية أمام المواجهات التي تدور رحاها بين المعسكرين المتناحرين اللذين يتخذون من طرابلس وطبرق مقراً لهما. فقد كانت هذه الجماعات وراء 31 اعتداءً على صحفيين ليبيين هذا العام، حيث لا تتردد في اختطاف كل من تجرأ على شجب الانتهاكات التي تقترفها.

ويُمثل اختفاء محمد نايلي في 29 أكتوبر آخر فصل في هذا المسلسل، علماً أن الغموض مازال يكتنف مصيره. فوفقاً لمصادرنا، اختفى مصور وكالة شينخوا الصينية عندما كان متوجهاً إلى جنوب طرابلس، حيث يُرجَّح أن يكون قد اختُطف في وضح النهار على يد مسلحين.

وتُعيد هذه المأساة إلى الأذهان ذكرى اختطاف الصحفي محمد هادي دانجو الذي يعمل لحسابه الخاص، حيث احتجزته قوات مسلحة مقربة من “فجر ليبيا” يوم 29 أكتوبر 2014 في طرابلس، وذلك بتهمة علاقته المقربة بنظام القذافي. وتشير المعلومات المتاحة لدينا أنه لا يزال قيد الاعتقال في مصراتة.

وفي هذا الصدد، قالت ياسمين كاشا مسؤولة مكتب المغرب العربي بمنظمة مراسلون بلا حدود، “لقد بات تسليط الضوء على حالات الاختفاء هذه ضرورة مُلحة وعاجلة. ففي ظل غياب حكومة ليبية، نناشد بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وممثلها الخاص الجديد، مارتن كوبلر، للتركيز على قضية مكافحة الإفلات من العقاب، ولاسيما الابتزاز الذي تمارسه القوات المسلحة ضد الصحفيين”.

كما أن ملاحقة المصور محمد رحومة والصحفي عبد المنعم الجهيمي، يوم 2 نوفمبر 2015، تدخل بدورها في إطار الانتهاكات التي وثقتها المنظمة في الآونة الأخيرة. فقد طاردتهما مجموعة مسلحة على متن سيارة مباشرة بعد انتهائهما من إنجاز ريبورتاج صحفي في مدينة سبها، ولحسن حظهما تمكنا من الاختباء في مكان آمن قبل أن يصل أفراد عائلتيهما ليؤمِّنا لهما الحماية اللازمة للعودة إلى ديارهما سالمَين.

ويُذكر أن منظمة مراسلون بلا حدود كانت قد أعربت في يونيو 2013 عن قلقها العميق إزاء الاعتداءات التي ترتكبها القوات المسلحة ضد الصحفيين.

هذا وتقبع ليبيا في المركز 154 (من أصل 180 بلداً) على تصنيف 2015 لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود مطلع هذا العام. (منظمة مراسلون بلا حدود)

In this article