هكذا كانت اللحظة التي استهدف فيها الإرهاب المتوحش والخطيب فوق المنبر في صلاة الجمعة ، انفجرت حقيبتان وضعتا داخل احد المساجد في منطقة البركــة فسقط من بين المصلين قتيل وخمسين جريحا في حصيلة اولية ، إرهاب لا يمكنه أن يظهر إلا من خلال عمليات مخفيــة بعد أن هزم شر هزيمة في بنغازي ثاني كبريات المدن الليبية التي كانت يوما لا تسمع فيها إلا السيارات المفخخة والاغتيالات التي لم يسلم منها أحد وبعد أن شهدت المدينة اسقرارا أمنيا ملحوظا منذ أشهر، باتت الأيادي الخفية التي لا تريد لهذه المدينة وللوطن الاستقرار في العبث مجددا.
فهذه الجمعة الثانية التي يرتكب الإرهابيون فيها جريمة أخرى استهدفت بيتا آخر من بيوت الله أما الجمعة ما قبل الماضية فقد حصد تفجيران متزامنان أمام مسجد بيعة الرضوان بمنطقة السلماني في بنغازي عشرات القتلى والجرحى.
استخدم الارهابيون التفجير الاول طعما حتى يتجمع الناس بدافع العاطفة والفزعة، وأقدموا بعده على التفجير الثاني حتى يتمكنوا من إسقاط أكبر عدد من الضحايا.
قبل نحو عام شهدت منطقة الماجوري تفجير سيارة مفخخة بالقرب من أحد المساجد، قتل وجرح فيها عدد من المدنيين من بينهم وزير الداخلية الأسبق عاشور شوايل، الذي أصيب في التفجير.
ويرى مراقبون أنه وبالمقارنة مع حجم المعركة التي خرجت منها بنغازي منتصرة على الإرهاب قبل أشهر، وما تمر به المدينة من مرحلة استثنائية، وكذلك المتربصون بها، فإن معدل الأمن يعتبر جيدا رغم هذه الحوادث الأمنية المفزعة التي تقع بين فترة وأخرى.
