السراج : الترتيبات الأمنية الجديدة غابت لعدم وجود دعم دولي

طالب رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بسرعة اتخاذ الإجراءات العاجلة لحماية المدنيين في طرابلس الذين تعرضوا لانتهاكات جسيمة بفعل الاشتبكات الأخيرة.

وقال السراج في مداخلته خلال الاجتماع الوزاري المنعقد حول ليبيا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تحقيق الاستقرار في ليبيا يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها.

وأضاف أن “ليبيا تمر بمرحلة حرجة سياسيا وأمنيا واقتصادياً، وإن كنا قد صبرنا على خلافات وعراقيل سياسية، وشددنا الأحزمة في مواجهة اختناقات الاقتصاد، إلا أن قضية الأمن لا تنتظر، وتحتاج إلى حسم، خاصة مع تعرض أرواح المدنيين وممتلكاتهم الخاصة والعامة للخطر مثل ما حدث ويحدث في العاصمة طرابلس التي تعرضت وتتعرض لهجمات مسلحة “.

ودعا إلى ترجمة مشاعر التعاطف تجاه معاناة الليبيين إلى أفعال على أرض الواقع، مطالباً بتوحيد الموقف الدولي المنقسم ليصبح هناك صوت دولي واحد تجاه الأزمة الليبية، ووقف التدخلات السلبية لبعض الدول التي تنحاز لهذا الطرف أو ذلك، قائلا إن المعرقلين للمسار الديمقراطي يستغلون تناقض تلك المواقف ليظل الوضع على ما هوعليه خدمة لمصالح ضيقة ودون مراعاة لمعاناة المواطنين.

وشدد السيد الرئيس على أن الوضع الحالي يتطلب من المجتمع الدولي موقفا حازما موحدا تجاه من لم يلبي نداءنا المتكرر بوقف التصعيد، مشيرا إلى أن الامر يتوجب ايضا محاسبة مثيري القلاقل والمعرقلين للمسار الديمقراطي، وفقا لقرارات مجلس الامن بالخصوص، وتوصيات البعثة الاممية التي اعلنت أنها على علم بمن يدفعون البلاد نحو الفوضى سواء أكانوا جهات او مجموعات او افرادا متسائلا عن الفرق بين حماية المدنيين عام 2011 وحمايتهم في 2018 .
وأكد السيد الرئيس التزام المجلس الرئاسي بانجاح المسار الديمقراطي، رغم صعوبة الظرف وانه لن يحيد أبداً عن مواقفه الوطنية، متحملا لمسؤولياته كاملة لتحقيق الاستقرار في البلاد.

وقال بأن المجلس الرئاسي يدرك جيداً طبيعة الإصلاحات الضرورية على المستوى السياسي، والعسكري، والامني، والاقتصادي، ويسعى جاهداً لتحقيقها على أرض الواقع بالرغم من العراقيل التي تضعها بعض الأطراف، وأشار سيادته إلى ما تم اقراره مؤخرا على طريق الاصلاح العام قائلاً بأنه يمثل نقطة البداية في سلسلة من الخطوات والإجراءات سيتم تحقيقها تباعاً .

وتحدث عن الترتيبات الأمنية التي وضعت موضع التنفيذ بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة مشيراً إلى أن تأخر تنفيذها يعود لغياب الدعم الدولي الفعال.

وتطرق رئيس المجلس الرئاسي في مداخلته إلى برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي بدأ في تنفيذه بعد مشاورات مكثفة مع المصرف المركزي وديوان المحاسبة لتخفيف المعاناة على المواطنين.

وعلى الصعيد السياسي أكد بأنه لم يتخل عن خيار الانتخابات الذي أعلنه منذ أكثر من عام وتضمنته مبادرة المبعوث الاممي السيد غسان سلامة وتم الاتفاق بشأنه خلال سلسلة من اللقاءات الدولية، بحيث تجرى إنتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة تحت قاعدة دستورية سليمة لتفصل في الصراع على السلطة وتنهي المراحل الانتقالية وصولا إلى مرحلة مستقرة ودائمة .

In this article