حمّل رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية العقيد محمد بشر، مسؤولية ما يعانيه المهاجرون الأفارقة في دول الجوار، لافتا الى أن ليبيا متعاونة ، وأثر جهدها ملموس في الحد من ظاهرة الهجرة غير القانونية ، وأنها تتعامل بإنسانية مع المهاجرين من أجل تأمين عودتهم لأوطانهم أو ترحيلهم لدول مستقبلة .
وأضاف خلال حديثه لبرنامج خلاصة الذي بثته قناة ليبيا أمس الجمعة ، أن دول الجوار غير مهتمة بملف الهجرة ، ولا تؤمن حدودها بالشكل المطلوب ، وبالتالي يتدفق المهاجرون من خلال الحدود البرية الجنوبية الى السواحل الليبية في طرابلس وتاجوراء والخمس وزليتن باتجاه أوروبا ، ونقوم نحن بإفشال مساعيهم خوفا من تعرضهم لحوادث الغرق .
وشدد بشر على عدم تحميل مسؤولية المهاجرين للدول الأوروبية فقط ، و انما بلادهم مسؤولة عن ذلك ، موضحا أن أعداد المهاجرين من تونس والجزائر ضعيفة جدا ، لكن دول السودان ومالي وتشاد لديهم تقصير واضح ، ونناشد دول الإتحاد الأوروبي دعم المؤسسات الليبية التي تبذل جهودا واضحة في سبيل تخفيف حدة الظاهرة غير الشرعية.
وبيّن بشر أن الوضع الأمني في دول الجوار هو الذي أدى إلى أن تكون نسبة المهاجرين من غير الليبيين تصل الى الثلثين تقريبا ، منوها الى أن نسبة المهاجرين الليبييين لا تصل الى نصف بالمائة ، سيما أن هناك دولا لا تستطيع بسط سيطرتها الأمنية على حدودها.
وتعليقا على ما تم ترويجه من بعض الدول أن عدم الاستقرار في ليبيا يسهل الهجرة غير الشرعية ، أكد العقيد بشر أن هذا وهم ، حيث أن المسؤولين عن تهجير هؤلاء يغررون بالبسطاء والمساكين ، وبالتالي يتحمل مسؤوليتهم المهربون ، فليبيا عبارة عن ممر .
وبخصوص معالجة ظاهرة الهجرة أمنيا عبر البحار ، أوضح العقيد بشر أن المعالجة الأمنية بالبحر لا قيمة لها إذا لم تعالج من الحدود الجنوبية البرية ، مؤكدا أن المهاجرين يملكون قرارهم ، وطموحاتهم عالية ، وقد صادفنا أسرا مهاجرة لفم يصل منها سوى شخص واحد ، فالواجب على الدول التي يأتي منها المهاجرون تحمل مسؤولياتها.
وحول دور مراكز الإيواء التابعة للجهاز ، أوضح العقيد بشر ، أن الجهاز يستقبل المهاجرين الذين يتم ضبطهم من قبل الجيش ، والقوات البرية ، ونقاط التمركزية الحدودية و من منافذ الجنوب ، و من خفر السواحل الليبي ، وبعد ذلك يتم اعادة ترحيلهم الى بلادهم ، أو إرسالهم لدول أخرى تستقبلهم ، فبالتالي دورنا مقتصر على استقبالهم.
وأضاف بشر أن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية يتعامل مع حالات انسانية لا علاقة لها بالسياسة ، و أن الجهاز يتبع حكومة الوفاق الوطني ، لكننا نتعامل مع الحالات الإنسانية التي تأتينا من أية جهة ، وقد جاءتنا حالات من بلدة الكفرة واجدابا ، و من مصر واليمن .
وفيما يتعلق بالإمكانيات التي توفرها حكومة الوفاق للجهاز ، أكد العقيد بشر ، أن حكومة الوفاق توفر الإمكانيات اللازمة ، لكن أعداد المهاجرين تتفاوت ، ونحن نطلب ما يكفي لسد حاجة المهاجرين ، لكن ما يجري هو أنه يتم استقبال 5 آلاف مهاجر و بالتالي حسب الوثائق التي تردنا نقوم بطلب الامكانيات اللازمة لهذا العدد ، وبعد أيام نفاجأ باستقبال عدد أكبر ما يحدث ارباكا لدينا .
وتعليقا على ما نشر حول تراجع أعداد المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر الى أوروبا ، بيّن بشر الى أن ذلك يعود لعمل المؤسسات الليبية الدؤوب .
وبخصوص ضبط عمليات الهجرة غير الشرعية عبر الصحراء الليبية ، أكد العقيد بشر أن صحراء ليبيا شاسعة ، وعاصمة الجنوب الليبي لا يتجاوز تعداد سكانها 300 ألف نسمة ، و بعض دول الجوار تغض الطرف عن المهاجرين ، ما يعمّق المأساة .
ولفت الى أن المهاجرين يدخلون من منفذ صغير و من ثم يتم توزيعهم في أرجاء ليبيا الشاسعة ، و من الصعب على نقطة تفتيش أو دورية ضبط ألوفات المهاجرين القادمين من تشاد أو نيجريا ، خاصة إذا علمنا أن الصحراء الليبية تشرف على أكثر من 5 دول هي الجزائر ومالي وتشاد والنيجر والسودان ، وعلى امتداد أكثر من 1400 كم ، ما يصعب المهمة على مؤسسات الدولة.
وردا على ما نشر حول تلقي المهاجرين معاملة سيئة داخل مراكز الإيواء التابعة للجهاز ، قال العقيد بشر ” أننا نقدم الخدمات حسب الإمكانيات المتوفرة، وفي العام 2017 ، نشرت إحدى القنوات الفرنسية تقريرا مفبركا ، علما أن مراكز الإيواء وصلت الى 54 مركزا “.
وبخصوص معاملة الأطفال المهاجرين ، أكد العقيد بشر على تقديم أفضل الرعاية لهم خاصة الطبية ، إضافة لتقديم برامج ترفيهية بالتنسيق مع المنظمات الدولية .
وردا على ما أشيع حول قيام جهات رسمية ليبية بعقد صفقات لتوطين المهاجرين الأفارقة ، نفى العقيد بشر ذلك بشكل قاطع ، مؤكدا على أنه حضر الكثير من المؤتمرات الدولية مع وزير الخارجية بحكومة الوفاق ، حضر استقبال وفود كثيرة داخل مقر المجلس الرئاسي ، ولم يتطرق أحد لهذا الموضوع نهائيا .
وأشار بشر الى أن المقصود من ترديد هذه الشائعة هو الترويج السياسي المقصود للإطاحة ببعض الشخصيات ، أو لكسب أسهم في الشارع الليبي .