
توافد الآلاف من الحجاج امس الأحد على مشروع (السلام عليك أيها النبي) في مكة بالمملكة العربية السعودية كي يستمعوا ويشاهدوا في مكان واحد الى كل ما يتعلق بسيرة نبي الاسلام محمد التي يتم تقديمها باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا المتقدمة في محاولة لنشر صورة تعزز الرؤية المعتدلة للاسلام.
يستطيع الحجيج والزوار أن يشاهدوا تصاميم كاملة لمدينتي مكة والمدينة ومن خلالها يرون المواقع المهمة في حياة النبي مثل بيته وبيوت زوجاته وبيوت صحابته المقربين وأشهر المعالم الاسلامية التي وردت في السيرة النبوية وما عليهم الا ان يضغطوا على بعض الأزرار على لوح الكتروني ليضيء المكان الذي يرغبون في رؤيته للتعرف على موقعه.
يقترن ذلك بشرح مفصل على لوحات إلكترونية للمعلومات التفصيلية الكاملة التي قد لا يستطيع الزائر ان ينتهي منها خلال عدة أيام لكن الزيارة تستغرق ساعة واحدة فقط.
يقول الدكتور ناصر الزهراني المشرف العام على المشروع الذي بدأ قبل حوالي خمس سنوات إن الفكرة جاءت من خلال سعيه لتأليف كتاب عن السيرة النبوية يهدف الى تصحيح مفاهيم خاطئة حول الاسلام ويقدم سيرة النبي بشكلها الحقيقي.
وأضاف “الهدف هو تقديم صورة الاسلام الحقيقي للناس وان الاسلام ليس بالصورة التي يشوه فيها والتي يقدم فيها على انه دين إرهاب وجهل وغلو ومعاداة للانسانية إن الاسلام بريء من كل ذلك.”
ومضى قائلا “الاسلام هو دين حب ومحبة ومودة وتسامح وفكر ورقي ودعوة لكل ما يرتقي بالانسانية.”
وتستعد السعودية هذا الاسبوع لموسم الحج حيث توافد حتى الآن ما يربو على مليون ونصف المليون من ضيوف الرحمن لأداء فريضة الحج هذا العام من شتى أنحاء العالم.
ويضم المشروع أدوات تم تقليدها بطريقة متقنة جعلتها أقرب ما تكون الى الحقيقة لتحاكي ادوات كانت تستخدم في عهد النبي ومنها زي النبي الذي كان يلبسه في المعارك وأدوات أخرى منها أدوات الطهي ويستطيع الزائر ان يقوم بنفسه بمشاهدة صور على تقنية ثلاثية الأبعاد لهذه الأشياء.
ويتضمن أيضا أقساما مختلفة توضح نظرة الاسلام للمرأة والطفل وتأريخا لنسب النبي وزوجاته وصحابته والتابعين بالاضافة الى الكثير من الأقسام الأخرى.
وعلى الرغم من استخدامهم لكل هذه التقنيات -التي تتضمن أيضا وسيلة الهولوجرام المتقدمة- يقول الزهراني إنها لا ترقي لثلاثين بالمئة مما يطمحون اليه وأنهم يقومون بعمل دراسات في دول أوروبية لتطويرها.
وتشترك السعودية في الحملة ضد تنظيم الدولة في سوريا وترغب دائما في توضيح موقفها من انحراف فكر تلك الجماعات التي تعرف بتشددها فيما يتعلق بتطبيق أحكام الشريعة الاسلامية.
وقال الزهراني “السيرة ليست مجرد غزوات ومعارك وحروب هذا غير صحيح لان هذا جزء من السيرة فيما يتعلق بالجهاد.”
وأضاف “الاسلام جاء لإحياء الناس وليس لاماتتهم ولذلك لم ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم أن أقتل ولا حارب ولا دمر ولا فجر بل نزل عليه اقرأ فهو دين تعليم ودين رقي دين فكر وثقافة.”
في هذا المعهد كل ما يحتاج المسلم وغير المسلم معرفته -حيث لا يمنع أحد من الدخول- عن حياة الرسول محمد وبعض من حياة الرسل والانبياء الآخرين.
وأوضح الزهراني الذي استنفد شخصيا 200 قلم و20 ألف ورقة في تأليف سيرة النبي محمد أن المشروع يهدف الى “إظهار سيرة النبي وهذا الشمول في حياته في معاملاته وأخلاقه وعفوه ومعاملته للقريب والبعيد وللعدو والصديق.”
وقال إن 20 دولة قد تقدمت بالفعل راغبة في أن يتم افتتاح فروع للمشروع في عواصمها وإن علماء أوروبيين وأمريكيين زاروا المشروع وطلبوا ترجمة لما يحتويه من قسم عن اهتمام الاسلام بالإنسان دون النظر الى دينه.
وأضاف “لقد أثبتنا أن لغير المسلم 60 حقا… وهذه من أهم المشاريع التي بدأنا بترجمتها كرسائل حضارية للعالم.”
وأشار الزهراني إلى أنهم يخططون لإقامة معارض خاصة بالمشروع في أمريكا والصين في المستقبل القريب.
وقال “هو مشروع انساني عالمي في أي بلد ممكن ان يقام لأنه ليس له أي أهداف سياسية.” (رويترز)